أثبت المرجع الديني الصرخي الحسني ان ما طرحه وناقشه ابن تيمية في ثبوت رؤيا العين لا يختلف مع رأي القاضي إلا في بعض طرق اثبات ذلك !! وأكد السيد الصرخي ان ابن تيمية يعتمد على التأويل في طرحه ومناقشته للأحاديث وبيان معاني الآيات القرآنية .
حيث قال المحقق الصرخي :ثالثًا: نرجع إلى بيان تلبيس الجهمية إلى مورد كلام ابن تيمية وطرحه ومناقشته للقاضي ورأيه فيي ثبوت رؤيا العين، وأنّه لا يختلف معه في ثبوت رؤيا العين ولكن يختلف معه في بعض طرق إثبات ذلك، ويكمل ابن تيمية كلامه بالقول: {{ثم قال القاضي وما رويناه عن ابن عباس أولى مما روي عن عائشة لأنّ قول ابن عباس يطابق قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم أثبت رؤيته تلك الليلة ولأنّه مثبت والمثبت أولى من النافي ولا يجوز أن يثبت ابن عباس ذلك إلاّ عن توقيف إذ لا مجال للقياس في ذلك، (( هذا قول القاضي ينقله ابن تيمية، والقاضي يرجح قول ابن عباس على قول عائشة))
قلت(ابن تيمية): أما ترجيحه(القاضي) قولَ ابنِ عباس بأنه مُثْبِتٌ وبأن ذلك لا يقال إلاّ عن توقيف فهو من الترجيح القديم الذي يحتج به مُثْبِتُ رؤية محمد صلى الله عليه وآله وسلم من الأئمة وسائر أهل الحديث، ولا ريب أن المُثْبِت أولى من النافي (( إذن هنا ابن تيمية يؤيد قول القاضي )) فـيـما كان من باب الرواية كما قدم الناس رواية بلال {أنّ النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) صلّى في البيت} على قول أسامة {إنّه لم يصل}، وقد قالوا هذا لا يقال بالقياس وإنما يقال بالتوقيف فيكون من باب الرواية،
لكن قد يقال ونفي ذلك أيضًا لا يؤخذ بالقياس وإنما يقال بالتوقيف فإنّ كون رؤية محمد صلى الله عليه وآله وسلم ربّه وقعت أو لم تقع هو من الأخبار التي لا تُعلم بمجرد القياس وعائشة(رض) لَمّا نَفَت ذلك لم تستند، (مع استعظام ذلك أن تكون في الدنيا)، إلاّ إلى ما تأوّلت من الآيتين،
وابن عباس ذكر ذلك في تفسير قوله تعالى {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى}النجم13، فكلامه أيضًا كان في تأويل القرآن، (( إذن مرة يقول نرجح المثبت على النافي ومرة أخرى يقال بأن النافي والمنفي ومن أتى بالنفي أيضا لم يأتِ بالنفي على أساس القياس وإنما اعتمد على دليل اعتمد على تأويل آية أو آيتين، وابن عباس ( المثبت) أيضًا اعتمد على تأويل آية في القران، إذن هذا اعتمد على تأويل وهذا اعتمد على تأويل ))
وأما الأحاديث التي رواها ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال {رأيت ربي} فقد ذكر القاضي ذلك لما ذكر تلك الأحاديث، وأما ما احتج به من أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أثبت رؤيته تلك الليلة فإنّه لم يعتمد في ذلك إلاّ على الحديث الذي ذكر هذا كله في الكلام عليه وهو الحديث الذي سنذكره إن شاء الله مما رواه الخلال عن أبي ثعلبة عن أبي عبيدة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال {لما كانت ليلة أسري بي رأيت ربي في أحسن صورة فقال فيم يختصم الملأ الأعلى قلت لا أدري. قال فوضع يده حتى وجدت ،فذكر كلمة ذهبت عني، قال صلى الله عليه وآله وسلم: ثم قال فيم يختصم الملأ العلى} وذكر الخبر، قال القاضي اعلم أنّ الكلام في هذا الخبر في فصول…