دعا المرجع الديني السيد الصرخي الحسني ( دام ظله) الى التفريق بين الامامة الحقة الآلهية وبين السلطة حيث أكد السيد الصرخي ( من الخطأ الجسيم ومن الطعن بالدين ومن التدليس الشنيع أن نخلط بين السلطة، الحكم، التسلط وبين الإمامة الحقيقية، الإمامة الإلهية، الإمامة المجعولة من الله سبحانه وتعالى، هذا ليس بصحيح، الإمام الذي جعله الله سبحانه وتعالى إمامًا وخليفةً يبقى على إمامته كما في إمامة الأنبياء والمرسلين وهم الكل إلّا البعض القليل والنادر ممن حصل على السلطة والحكم لكن باقي الأنبياء والمرسلين لم يتحقق لهم هذا، فهل تسقط منهم الإمامة؟!! )
جاء ذلك في تعليق سماحته على المورد 2: {وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ}الأعراف181
1ـ تفسير الجلالين: {وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّة يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ} هم أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم كما في حديث.
2ـ تفسير الطبري: { وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّة يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ }
قَالَ اِبْن جُرَيْج : ذُكِرَ لَنَا أَنَّ نَبِيّ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، قَالَ: {هَذِهِ أُمَّتِي}، {وَبِالْحَقِّ يَأْخُذُونَ وَيُعْطُونَ وَيَقْضُونَ}
عَنْ قَتَادَة: بَلَغَنَا أَنَّ نَبِيّ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ إِذَا قَرَأَهَا يقول: {{هَذِهِ لَكُمْ , وَقَدْ أُعْطِيَ الْقَوْم بَيْن أَيْدِيكُمْ مِثْلهَا،{ وَمِنْ قَوْم مُوسَى أُمَّة يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ}الأعراف159}}
3ـ أولًا: تفسير القرطبي: قوله تعالى{وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ}الأعراف181، ..في الخبر أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: {هم هذه الأمة}، وروي أنّه صلى الله عليه وآله وسلم قال: {هذه لكم وقد أعطى الله قوم موسى مثلَها}، وقرأ (صلى الله عليه وآله وسلم) هذه الآية{ وَمِنْ قَوْم مُوسَى أُمَّة يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ}، وقال(صلى الله عليه وآله وسلم): {إنّ من أمتي قومًا على الحقّ حتى ينزل عيسى ابن مريم}، فدلّت الآية على أنّ الله عزّ وجَلّ لا يُخْلي الدنيا في وقت من الأوقات من داعٍ يدعو إلى الحق.
حيث قال السيد الصرخي الحسني ما نصه :
( التفت جيدا: يقول في الحديث إنّ من أمتي قومًا على الحقّ حتى ينزل عيسى ابن مريم. إذن توجد أمة على الحق قبل نزول عيسى ابن مريم سلام الله عليه، وهذا يؤكد ما ورد في الروايات؛ ينزل عيسى وإمامهم فيهم، وهم على الحق وعيسى يكون تحت قيادة وإمرة إمام المسلمين عليه الصلاة والسلام. قال القرطبي: فدلّت الآية على أنّ الله عزّ وجَلّ لا يُخْلي الدنيا في وقت من الأوقات من داعٍ يدعو إلى الحق. إذن من هو هذا الداعي؟ ما هي مواصفات هذا الداعي الذي يجب ان يوجد في كل وقت من الأوقات؟ حسب ما يستظهر القرطبي، يدعو الى الحق فهل هو انسان عادي؟ هل له قيادة؟ هل له إمرة؟ هل له إمامة؟ بعد هذا نتحدث ما بعد الإمامة والخلافة الإلهية، لاحظ : يوجد خلافة وإمامة إلهية بعدها نتحدث عن السلطة وعن الحكم وعن التمكن في الأرض وعن القيادة وعن الحكم بين الناس، وعن إقامة الحدود، هذا يأتي ما بعد الحديث عن الجانب التشريعي، الجانب النظري، بعد الجانب النظري نقول متى يكون التطبيق؟ كيف يكون التطبيق؟ هذا الذي نريد أن نشير إليه دائمًا، وهذا يدخل في صلب النظرية التي ندعو لها؛ علينا أن نفرق بين الإمامة الحقة الإلهية وبين السلطة، من الخطأ الجسيم ومن الطعن بالدين ومن التدليس الشنيع أن نخلط بين السلطة، الحكم، التسلط وبين الإمامة الحقيقية، الإمامة الإلهية، الإمامة المجعولة من الله سبحانه وتعالى، هذا ليس بصحيح، الإمام الذي جعله الله سبحانه وتعالى إمامًا وخليفةً يبقى على إمامته كما في إمامة الأنبياء والمرسلين وهم الكل إلّا البعض القليل والنادر ممن حصل على السلطة والحكم لكن باقي الأنبياء والمرسلين لم يتحقق لهم هذا، فهل تسقط منهم الإمامة؟!! إبراهيم سلام الله عليه كان أمة ولم يحصل على الحكم، لم يحصل على السلطة، التي يجعلها المارقة كأساس في الإمامة والإمام، وتشخيص الإمام، والمبايعة للإمام، وإلباس الإمام العصمة، وتصحيح كل أعمال ومنكرات وقبائح الإمام!!! أي إمامة هذه؟!! إذن لو فرقنا بين هذا وهذا لحلت الكثير من المعضلات والعقد التاريخية والتفسيرية والعقدية العقائدية )