وجه المرجع الديني الصرخي الحسني (دام ظله) استفهام للدواعش المارقة عن العلة و الغرض من وجوب تنصيب الإمام ؟ يقول لوجود خلافات، لوجود تناقضات، لوجود نزاعات، إذن وجود الخلافات والتناقضات والنزاعات هي السبب في وجود الخليفة والإمام ؟؟!!
وقد ذكر المحقق الصرخي ما قاله الاصم المعتزلي في تفسير الآية 30 من سورة البقرة : ” إنّ المؤثِّرَ والسَّبَبَ والعِلةَ هي الخلافات والتناقضات والنزاعات والصراعات والظلم والجَور بين الناس، ووجوب علاجها وإنهائها والحكم بين الناس بالعدل حتى يسود العدل والإنصاف( أو إنّ المؤثِّرَ والسَّبَبَ والعِلةَ هي وجوب الحكم بين الناس بالعدل وعلاج وإنهاء الخلافات والتناقضات والنزاعات والصراعات والظلم والجَور بين الناس)،
– وإنّ الأثرَ والمُسَبَّبَ والمعلولَ هو الإمام (الخليفةُ)، ((بمعنى ما هو الغرض من وجوب تنصيب الإمام؟ يقول لوجود خلافات، لوجود تناقضات، لوجود نزاعات، إذن وجود الخلافات والتناقضات والنزاعات هي السبب في وجود الخليفة والإمام )) وجَعْلُ اللهِ له ووجوبُ جَعْلِ اللهِ له، وخلقُ اللهِ له ووجوبُ خلقِ اللهِ له، وَوجودُه(أي الإمام) و وجوبُ وجودِه،
– وإذا انتفت العلة انتفى المعلول، فإذا انتفت الخلافات والصراعات والمظلوميات بين الناس وساد العدل والانصاف وقاموا بكل الأحكام التي من أجلها جَعَل الله الإمام فإنّه ينتفي وجوبُ خَلق وجعلِ الإمام،
واضاف السيد الصرخي مشيرا ً الى حكم القرطبي العقلي : ( سبق أن ذكرنا لكم رأي وحكم القرطبي العقلي الذي نقله عنه ابن كثير، فقال(ما لا يتمّ الواجب إلا به فَهوَ واجِب)، أي أنّ مقدمة الواجب واجبة، (( وهنا ما هو الواجب؟ هو الحكم بين الناس وعلاج الخلافات والتناقضات والنزاعات بين الناس، اذن عندي الواجب هو وجوب الحكم بين الناس وعلاج الخلافات والنزاعات الخ .. ومقدمة هذا الواجب هو وجوب الإمام، وجوب تنصيب الإمام، الآن اذا لم توجد خلافات اصلا ، الخلافات محلولة، التناقضات محلولة، لا يوجد صراعات، ويوجد اقامة الحدود ونصرة للمظلوم وعقاب للظالم فهل نحتاج إلى وجود للإمام؟؟ لا نحتاج لأنّها صارت من السالبة بانتفاء موضوعها فالنزاعات والخلافات منتفية أصلًا فهل نتحدث في وجوبها؟ لا يود عندنا أصلًا واجب حتى نتحدث عن مقدمة الواجب. وهذا ما يرد أن يقوله الأصم فأين الإشكال وأين المشكلة على الأصم؟؟ )) فإذا كان الواجب منتفيًا ومعدومًا وغير موجود أصلًا فهل يبقى كلام عن المقدمة وعن وجوبها؟! لا يبقى أي كلام عن ذلك فإنّها من السالبة بانتفاء موضوعها، فاذا تحقق الحكم بين الناس وحلّت النزاعات والخلافات والصراعات وساد العدل والانصاف بدون وجود الإمام أصلا، فهل نحتاج بعد ذلك؟! فان الغرض من وجود الإمام قد تحقق قبل وجود الإمام فلماذا يخلق ويجعل ويرسل الله الإمام لتحقيق ما هو متحقق؟ فأليس هذا من تحصيل الحاصل وهو لغو ويقبح صدوره من الله العالم الحكيم؟!!!!
د ـ بمعنى أنّه، لماذا جعل الله الإمام؟؟ فالجواب للحكم بين الناس وَحَلّ الخلافات والنزاعات والصراعات بين الناس،
هـ ـ على فرض المُحال، وفرضُ المُحال ليس بمحال، يسأل السائل: أنه اذا انتَفَت كلُّ الخلافات والصراعات والنزاعات وساد العدل والإنصاف فهل نحتاج للإمام؟ وهل يجبُ جعلُ الإمام؟ ولأي غرض سيُجعل الإمام بعد فرض انتفاء العلة وانتفاء كل خلاف و نزاع و صراع وصار العدل والإنصاف والإحسان؟!! لا جواب،
و ـ المتوقع من المغالطين وأصحاب الفكر المارق والتكفير أنّهم سيأتون بجواب من القرآن!! ولو تنزّلنا وسلّمنا بصحة وتمامية الجواب، فكيف سيكون البيان والحجّة على من لا يعتقد بحُجية القرآن ومن لا يعتقد بالقرآن ولا يعتقد بالانجيل ولا بالتوراة ولا بغيرها من كتب السماء؟؟ لا جواب!!
ووجه المرجع الصرخي الحسني الكلام الى النواصب بصيغة اخرى :
ز ـ مرة أخرى نغيّر صيغة الكلام فنأتي بالسؤال المهم الأصيل وهو: لماذا جعل الله الخليفة الإمام؟؟!! هل من جواب؟؟ إن كان الجواب أنّه سبحانه وتعالى قد جعل الإمام للحكم بين الناس وإقامة الحدود وإقامة العدل والانصاف؟؟ فهنا سؤال وسؤال:
سؤال1: هل تحقق الغرض من وجود الإمام، فهل تحقَّقَ وانتشر العدل والانصاف في الأرض في البلدان وبين العباد في زمن من الأزمان، منذ الخليفة الأول إلى الثاني والثالث(رض) مرورًا بعلي عليه السلام فضلًا عن غيرهم من حُكّام؟! فمتى سيتحقق الغرض الإلهي الحقيقي الواقعي التام الذي من أجله جعل الله الخليفة والإمام في الأرض ولجميع الناس؟؟!
سؤال2: لماذا لا يترك الله تعالى العباد في خلاف وصراع ونزاع وحروب وقتل وقتال وظلم وقبح وفساد فلا يجعل لهم إمامًا؟ فلا يخلق الله إمامًا ولا يجعل إمامًا ولا يوجب تنصيب إمام؟!!
جاء ذلك في المحاضرة (14) من بحث ( الدولة..المارقة…في عصرالظهور…منذ عهد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) بحوث : تحليل موضوعي في العقائد و التاريخ الإسلامي 30 ربيع الاول 1438 هـ – 30 – 12 – 2016 م