طرح المرجع الديني السيد الصرخي الحسني عدة معاني للأيام في القرآن الكريم موجهاً كلامه للدواعش المارقة اتباع المنهج التيمي الى القبول بهذه المعاني وعدم تحجير العقول كما ودعى للأطلاع على تفسير الجلالين وتفسير ابن كثير وعند القرطبي وعند الطبري بهذا الخصوص …
حيث قال سماحة المرجع الصرخي تحت عنوان ” مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ ”
قال (العلي العظيم): {{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ: الر , كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ , وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ , وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ , أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ , قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ , قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ,وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ }} إبراهيم …
وعلق السيد الصرخي : ( الأيام في القرآن جاءت بأوصاف مختلفة منها: أولًا: ما يشير إلى أيام الله، وأيام الناس، ويوم اكمال الدين: قال الله (تعالى)
1ـ {قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} الجاثية:14
2 ـ {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} آل عمران:140،
3ـ {فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ} يونس:102،
4ـ {الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} المائدة:3
كما وذكر المرجع الصرخي معاني اخرى لمعنى الايام الواردة في نصوص قرآنية مختلفة كما ذكرها المفسرون .
أـ تفسير ابن كثير: {وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ} أي بأياديه ونعمه… وفي إخراجه إيّاهم مِن أسْرِ فرعون، وقهرِه، وظلمِه، وغَشْمِه، وإنجائِه إيّاهُم مِن عدوهم، وفلقِه لهم البحر، وتظليله إيّاهم بالغمام، وإنزاله عليهم المن والسلوى، إلى غير ذلك من النعم .
ب- تفسير الجلالين: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا} التسع، وقلنا له {أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ} بني إسرائيل، {مِنَ الظُّلُمَاتِ} الكفر، {إِلَى النُّورِ} الإيمان، {وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ} بنعمه، {إِنَّ فِي ذَلِكَ} التذكير، {لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ} على الطاعة، {شَكُورٍ} للنعم .
جـ- الطبري: وَقَوْله: {وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّه}، يَقُول (عَزَّ وَجَلَّ): وَعِظْهُمْ بِمَا سَلَفَ مِنْ نِعَمِي عَلَيْهِمْ فِي الْأَيَّام الَّتِي خَلَتْ، فَاجْتَزَأَ بِذِكْرِ الْأَيَّام مِنْ ذِكْر النِّعَم الَّتِي عَنَاهَا, لِأَنَّهَا أَيَّام كَانَتْ مَعْلُومَة عِنْدهمْ, أَنْعَمَ اللَّه عَلَيْهِمْ فِيهَا نِعَمًا جَلِيلَة, أَنْقَذَهُمْ فِيهَا مِنْ آل فِرْعَوْن بَعْدَمَا كَانُوا فِيمَا كَانُوا مِنْ الْعَذَاب الْمَهِين, وَغَرَّقَ عَدُوّهُمْ فِرْعَوْن وَقَوْمه, وَأَوْرَثَهُمْ أَرْضهمْ وَدِيَارهمْ وَأَمْوَالهمْ… خَوِّفْهُمْ بِمَا نَزَلَ بِعَادٍ وَثَمُود وَأَشْبَاههمْ مِنْ الْعَذَاب, وَبِالْعَفْوِ عَنْ الْآخَرِينَ… بِالنِّعَمِ الَّتِي أَنْعَمَ بِهَا عَلَيْهِمْ: أَنْجَاهُمْ مِنْ آل فِرْعَوْن, وَفَلَقَ لَهُمْ الْبَحْر, وَظَلَّلَ عَلَيْهِمْ الْغَمَام, وَأَنْزَلَ عَلَيْهِمْ الْمَنّ وَالسَّلْوَى… أَيَّامه الَّتِي اِنْتَقَمَ فِيهَا مِنْ أَهْل مَعَاصِيه مِنْ الْأُمَم خَوِّفْهُمْ بِهَا, وَحَذِّرْهُمْ إِيَّاهَا, وَذَكِّرْهُمْ أَنْ يُصِيبهُمْ مَا أَصَابَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلهمْ .
د- تفسير القرطبي: قوله (تعالى): {وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّه}، أي قل لهم قولًا يتذكّرون به أيامَ الله (تعالى)… بما أنعم الله عليهم مِن النجاة مِن فرعون ومِن التِّيهِ إلى سائر النعم… الأيام التي انتقم فيها مِن الأمم الخالية… بلاؤه، (قال القرطبي): وقال الطبري: وَعِظهم بما سَلَف في الأيام الماضية لهم، أي بما كان في أيام الله مِن النعمة والمِحْنة، وقد كانوا عبيدا مستذَلّين؛ واكتَفى بذِكْرِ الأيام عنه، لأنها كانت معلومة عندهم، وروى سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن أبي بن كعب قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: (بَيْنا موسى (عليه السلام) في قومه يذكرهم بأيام الله، وأيام الله بلاؤه ونعماؤه)، وذكر حديث الخضر.
جاء ذلك في المحاضرة الثامنة من بحث ( الدولة..المارقة…في عصر الظهور…منذ عهد الرسول ) بحوث : تحليل موضوعي فيي العقائد والتاريخ الاسلامي للمرجع الصرخي الحسني . 17 صفر 1438