اثبت المرجع الصرخي ( دام ظله) في المحاضرة السادسة عشرة لبحث ( السيستاني ما قبل المهد الى ما بعد اللحد ) 12 محرم 1438 هــ الموافق 14- 10- 2016 , ان إسلام بني امية لم يكن إلا ظاهري يستبطن النفاق والبغض والحقد لصاحب الرسالة النبوية المصطفى محمد (صلى الله عليه وآله) فلم يكن عن إعتقاد وإيمان راسخ بقدر ما كان رضوخ للأمر الواقع بعد أن جردهم الاسلام بمفاهيمه وقيمه العليا من كل واجهاتهم الدنيوية ومناصبهم وحطم جبروتهم وطغيانهم وتمردهم على الإنسانية
في مناقشته لرواية ابن كثير في المؤاخاة بين الصحابة , قال سماحة المرجع الصرخي :
ثالثًا: بلغنا يعني نصدّق الحديث
ثم قال ابن كثير: وقال محمد بن اسحاق وآخى رسول الله صلى الله عليه {وآله} وسلم بين أصحابه من المهاجرين والأنصار فقال فيما بلغنا ونعوذ بالله أن نقول عليه ما لم يقل ( ماذا قال؟ وماذا بلغه؟ بلغه ) تآخوا في الله أخوين أخوين، ثم أخذ بيد علي بن ابي طالب فقال هذا أخي، (الرواية أين؟ في البداية والنهاية لابن كثير، وعن من ينقل؟ ) قال: قال محمد بن اسحاق، ومحمد بن اسحاق بلغه هذا الحديث، بلغته هذه الرواية: تآخوا في الله أخوين أخوين، ثم أخذ بيد علي بن ابي طالب فقال هذا أخي. ( هذا الكلام، هذه الرواية، هذه الحادثة، هذا المعنى رواها محمد بن اسحاق تحت عنوان بلغنا ، لكن قرن عنوان بلغنا فقال: ونعوذ بالله أن نقول عليه ما لم يقل)
وأكمل المرجع الصرخي قراءة الرواية : ” فكان رسول الله صلى الله عليه {وآله} وسلم سيد المرسلين وإمام المتقين ورسول رب العالمين الذي ليس له خطير ولا نظير من العباد وعلي بن أبي طالب أخوين، وكان حمزة ابن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله وعم رسول الله صلى الله عليه {وآله} وسلم وزيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه {وآله} وسلم أخوين وإليه أوصى حمزة يوم أحد، وجعفر بن أبي طالب ذو الجناحين ومعاذ بن جبل أخوين، … قال ابن اسحاق وكان أبو بكر وخارجة بن زيد الخزرجي أخوين وعمر بن الخطاب وعتبان بن مالك أخوين وأبو عبيدة وسعد بن معاذ أخوين وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع أخوين والزبير بن العوام وسلمة بن سلامة بن وقش أخوين … وأبو ذر برير بن جنادة والمنذر بن عمرو المعتق ليموت أخوين وحاطب بن ابي بلتعة وعويم بن ساعدة أخوين وسلمان وأبو الدرداء أخوين وبلال وأبو رويحة عبد الله بن عبد الرحمن الخثعمي ثم أحد الفزع أخوين قال فهؤلاء ممن سمي لنا ممن كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم آخى بينهم من أصحابه رضي الله عنهم. ”
وعلق سماحة المرجع الصرخي : ” إذًا هذا الذي نقله ابن كثير عن ابن اسحاق، وابن اسحاق نقله تحت عنوان بلغنا، على أقل شيء ما يخص الأخوة والمؤاخاة بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبين علي، إذًا ابن كثير نقل عن ابن اسحاق ما بلغه ، الآن ابن كثير يرد على ابن اسحاق فقال: قلتُ: وفي بعض ما ذكره نظر ( الآن ماذا تتوقعون أين النظر؟ لا ننسى أن ابن كثير خط التيمية الذي أتهم الأندلسي بالتشيع الشنيع لأهل البيت عليهم السلام، ونحن أثبتنا أنّ الأندلسي هو من شيعة بني أمية وليس من شيعة آل البيت، وأثبتنا أن ابن كثير وابن تيمية وأشياعهما هم من شيعة بني أمية بل من الشيعة المتشيعين الشنيعين لبني أمية ، هذا الكلام هذا العنوان: التشيع الشنيع، لم ناتِ به من عندنا، هذا هو المنهج التيمي، لا تُقلب الأحداث لا تُقلب الوقائع لا تُزيف الحقائق، هم من أتهم الأندلسي بأنّه تشيّع تشيعًا شنيعًا لأهل البيت، ونحن قلنا أنتم من تشيع تشيعًا شنيعًا لبني أمية وانتهى الأمر، رددنا عليهم مقولتهم . إذًا ماذا تتوقعون ماذا يكون الرد؟ كل الهمّ وكل الغم، كل البلاء والابتلاء، كل الصاعقة، كل البلوى والصواريخ والبراميل أين تسقط على رأس ابن تيمية وشيعة ابن تيمية متى؟ عندما يكون اسم علي، عندما تكون هناك فضيلة لعلي!! ينتهي الأمر، ينتهي كل شيء ، عليهم أن يقلبوا عاليها سافلها وسافلها عاليها وينتهي الأمر، تنقلب الدنيا مادام يوجد علي ويوجد فضيلة لعلي!!! ”
واشار المرجع الصرخي ان هذا النهج في الاستدلال منهج تعصب طائفي : ” إذًا أين سيتحدّث؟ عن المؤاخاة عن علي، عن ذكر علي وباستدلالات واهية جدًا ومسجّلة بأنّها واهية وضعيفة وتافهة وهزيلة، ( لكن هذا التعصب والطائفية!! تصعّد الطائفي الجاهل وتضرب المنصف العالم، هذا في كل الطوائف، في كل التوجهات، في كل الأفكار، في كل المجتمعات مع الأسف) قال ابن كثير: قلتُ: وفي بعض ما ذكره نظر أما مؤاخاة النبي صلى الله عليه {وآله} وسلم وعلي ( نفس الأسلوب التيمي بالضبط، أسلوب بائس، أسلوب خبيث أسلوب دنيء ) أما مؤاخاة النبي صلى الله عليه {وآله} وسلم وعلي فإنّ من العلماء من يُنكر ذلك ويمنع صحته ( لاحظ: إذًا مَن هم العلماء؟ هل يوجد غير ابن تيمية وشيعة ابن تيمية الجهال؟ لا يوجد غيرهم لاحظ: لا يذكر الأسماء ، يقول: فإنّ من العلماء من ينكر ذلك ويمنع صحته. هذا نفس الاسلوب الذي يستخدمه ابن تيمية في كتبه في مقالاته في خزعبلاته في مناهجه التكفيرية المبيحة للدماء والاعراض والاموال ) ومستنده في ذلك ( يقول ما هو المستند، هل عندك سند؟!! يوجد روايات، الآن ابن اسحاق أتى برواية وقال بلغنا ، أتى برواية، أتى بحديث، صدّق الحديث، أمّن على أنّه لا يأتي بحديث ولا ينقل عن النبي واقعة كاذبة ، التفت: يتحدّث عن ثقة يتحدّث عن أصل وغير ابن اسحاق أيضًا ذكر وذُكرت حادثة المؤاخاة وثبتت حادثة المؤاخاة، لاحظ كيف يرد على حادثة المؤاخاة؟ كم شنّعوا على الإمام أبي حنيفة؟ ابن تيمية وأتباع ابن تيمية كم يشنّعون على أبي حنيفة في قضية القياس؟ كم يشنّعون على أهل الكلام على العلماء على العقلاء في قضية العقل والرأي واستخدام العقل والتفكير العقلي والمنطقي؟ كم يشنّعون عليهم وكم كفّروا من هؤلاء العلماء وأتباع العلماء على أساس القياس والتفكير العقلي والراي، وهم هنا بأتفه قياس وبأغبى طريقة في القياس والاستدلال يريدون أن يردوا على ما ذكره ابن اسحاق وما يسجل لعلي سلام الله عليه في أيّ موقف، في أيّ محفل فيه فضائل ومكرمات )
” أنّ هذه المؤاخاة إنما شرعت لأجل ارتفاق ( لاحظ: استحسان من عنده، من جيبه ، من كيسه، من حقده، من فراغه من جهله، من عقله الفارغ، يأتي بعلة يأتي بقياس، يأتي باستحسان، في مقابل النص في مقابل الواقع في مقابل الحقيقة، في مقابل السنّة في مقابل القران!!!) أنّ هذه المؤاخاة إنما شرعت لأجل ارتفاق بعضهم من بعض وليتألف قلوب بعضهم على بعض فلا معنى لمؤاخاة النبي صلى الله عليه وسلم لأحد منهم ( يعني لا معنى لمؤاخاة النبي لعلي!! إذا ثبتت المؤاخاة وهي ثابتة فماذا يعتبر هذا الرد؟ يعتبر أن ابن كثير قد طعن بالنبي، قد استخفّ بالنبي، قد أهان النبي ”
واضف المرجع الصرخي الى ان هذا النهج التيمي في التحليل والاستدلال ادى الى ترك المسلمين بلاد الاسلام والتوجه للغرب لانهم وجدوا الآمن والغذاء هناك : حيث قال المرجع الصرخي تعليقا ً على ما ورد من طعن في مؤاخاة النبي لعلي ( عليهم الصلاة والسلام ) : فبدلًا أن تذهبوا إلى شخص في الغرب الذين استقبلوا اللاجئين، الذين استقبلوا المظلومين، الذين استقبلوا المحرومين، احتضنوهم، وجدوا الحياة هناك، وجدوا الأمان هناك، وجدوا الصحة هناك، وجدوا الغذاء هناك، وجدوا العبادة وحرية العبادة هناك وممارسة الطقوس هناك، تأتي على هذا الصحفي وهذه الصحيفة وهذا المجتمع وهذا التجمّع وتفجّر هناك وتقتل الأبرياء هناك بعنوان الطعن بالنبي، الاستخفاف بالنبي، الاستهزاء بالنبي ، إذًا ماذا تقول عن ابن كثير؟!! ابن كثير يقول لا معنى لمؤاخاة النبي لأحد منهم؛ لأنّ المؤاخاة أتت لأجل ارتفاق بعضهم مع بعض وتأليف قلوب بعضهم على بعض، فلا معنى لمؤاخاة النبي لأحد منهم؛ أي: لا معنى لمؤاخاة النبي مع علي، إذًا النبي قد ارتكب تفاهة وسفاهة!!! ”
وفي الختام قال المرجع الصرخي : ( هكذا يتهم ابن كثير النبي صلى الله عليه {وآله} وسلم، يستخف بالمؤاخاة!! يقول: لا يعقل لا تصدر المؤاخاة من عاقل لأنّها شُرّعت لأجل ارتفاق بعضهم من بعض ولتتألف قلوب بعضهم على بعض فلا معنى لمؤاخاة النبي لعلي فلا يعقل أن يؤاخي النبي لعلي، فليس من العقل أن يؤاخي النبي لعلي. وقد آخى النبي عليًا ، إذًا هذا التصرّف ليس من العقل!!! هذا التصرّف ليس من عاقل، هذا التصرّف لم يكن موزونًا لم يكن متزنًا !! هل هذه الإهانة تُقارن بإهانة الآخرين؟!! ) ولا مهاجري لمهاجري آخر كما ذكره من مؤاخاة حمزة وزيد بن حارثة. البداية والنهاية / ج3/ مؤاخاة النبي صلى الله عليه واله ولم بين المهاجرين والانصار. )