أكد المرجع الديني السيد الصرخي الحسني (دام ظله الوارف) أن الشيخ أحمد بن تيمية يعتبر مفتي الجمهورية الأموية والمستميت عنها وعن الإجرام والقبح الأموي منهجاً وفكراً بالرغم من تأخره زماناً فهو يعتبر من وعاظ السلاطين وأئمة الضلال الذي كان يحتاجهم معاوية من ناحية السلطة وجانب الدولة والقوة والدستور وفقاً لاشتراك المصالح ولو صدفة . مذكراً بما وعده في المحاضرة السابقة من كشف بالدليل العلمي أن أفكار ابن تيمية أسطح من السطحية وكلها متناقضات وسفسطة كلام بعيدة عن الجانب العلمي والفكري .
واستغرب سماحته من وجود الكلمات البذيئة والفاحشة التي تتقزز النفس منها في مؤلفات ابن تيمية والتي تشابه من يستعملها من مرجعيات السب الفاحش من أجل أن يطعن بأي دليل وفضيلة ومنقبة للإمام علي (عليه السلام) ويرفع بمعاوية بأساليب بعيدة عن الواقعية والحقيقة وتتصف بالحقارة والوضاعة والدناءة ، مرجحاً أن الألفاظ الفاحشة التي تستعملها مرجعيات السب الفاحش هي مأخوذة من ابن تيمية ،مشيراً إلى أنه لا يوجد لأبن تيمية أي آثار وإنما في الفترات المتأخرة جمعت وسنعرف هل الكتب له أم لا ؟ ولفت إلى أنه لو استخدم أسلوب القبح والسب الفاحش إلى يوم الدين فهو لا يرتقي إلى ما فعله ابن تيمية في كتاباته .
وصرح سماحته أن من يعتدي على الشيعة فهي ترجع عليه لأنه هو من شيعة معاوية ومن شيعة عثمان . منبهاً أن اسم الخليفة عثمان أخذ عذراً للتسلط وعذراً للانتقام وعذراً لتحريك أهل الشام وعذراً لتصدير الأزمة للخارج .
وذكر السيد المحقق شواهد على ما ذكره ابن تيمية على لفظ (شيعة عثمان) حيث قال ابن تيمية في منهاج السنة ج6 : وأما الخوارج فأولئك يكفرون عثمان وعلي جميعاً ولم يكن لهم اختصاص بذم عثمان وأما شيعة علي فكثير منهم يذم عثمان .. حتى الزيدية الذين يترحمون على أبي بكر وعمر فيهم من يسب عثمان ويذمه .. وخيارهم الذي يسكت عنه فلا يترحم عليه ولا يلعنه وقد كان من شيعة عثمان (مورد الشاهد) من يسب علياً ويجهر بذلك على المنابر وغيرها (يبرر) لأجل القتال الذي كان بينهم وبينه .. وكان أهل السنة من جميع الطوائف تنكر ذلك عليهم وكان فيهم (في شيعة عثمان) من يؤخر الصلاة عن وقتها فكان المتمسك بالسنة يظهر محبة علي وموالاته ويحافظ على الصلاة في مواقيتها حيث رؤي عمر بن مرة الجملي وهو من خيار أهل الكوفة شيخ الثوري وغيره بعد موته فقيل له ما فعل الله بك؟ فقال:غفر لي بحب علي ومحافظتي على الصلاة في مواقيتها) .
وتساءل سماحته ” بالله عليك يا مولانا يا ابن تيمية قل لنا إذا كان أهل السنة من جميع الطوائف ينكرون على شيعة عثمان فإذن هؤلاء من أي طائفة ؟ ” وأضاف ” نقسم لك يا شيخنا يا ابن تيمية أن عموم الشيعة بل الأعظم ينكرون أقوال وأفعال مرجعية السب الفاحش وتستنكر عليهم أفعالهم الفاحشة وأننا أصدرنا الكلام والفتوى التي ترد على السبابين الفاحشين الذين يتعرضون لعرض النبي فلماذا لا تصدقنا بل لماذا تفتري علينا وتحكم بفسقنا ولماذا تكفرنا وتبيح دمائنا ونحن لم نفعل شيئاً سوى أننا تمسكنا بالسنة وهي اظهار محبة علي وموالاته وأنت نفسك فسرت لنا ذلك .
وفجر المرجع الصرخي مفاجأة أن ابن تيمية هو شيعي متطرف فهو يقر بأن السنة هي اظهار محبة علي (عليه السلام) وموالاته والالتزام بالصلاة في أوقاتها ، حيث أعترف ابن تيمية أن الذنوب لا تغفر الا بوساطة حب علي كما ذكر في رواية عمرو بن مرة الجملي في متن كتابه (رؤي عمر بن مرة الجملي وهو من خيار أهل الكوفة شيخ الثوري وغيره بعد موته فقيل له ما فعل الله بك؟ فقال :غفر لي بحب علي ومحافظتي على الصلاة في مواقيتها) متسائلاً سماحته في ذات الوقت ” لماذا تكفرنا وتبيح دمائنا ونحن لم نفعل شيئا سوى أننا تمسكنا بالسنة بموالاة علي وحبه وأنت نفسك فسرت لنا ذلك .
ووجه سماحته رسالة إلى مسلمي العالم بالتمسك بالسنة التي دعا لها ابن تيمية بقوله ” معنى السنة عند ابن تيمية هو اظهار حب علي والالتزام في الصلاة في أوقاتها فلنتوحد يا مسلمي العالم على هذه السنة التي يعتقد بها ابن تيمية ”
وأردف سماحته معلقاً على ما ذكره ابن تيمية :
1- إنه بحب الإمام علي (عليه السلام ) تغفر الذنوب
2- إن حب علي وسيلة إلى الله لغفران الذنوب
3- حب علي شفيع المسلم لغفران الذنوب
4- إن الإنسان مهما بلغ من درجات الإيمان كعمرو بن مرة وغيره وهو من خيار أهل الكوفة فهو مؤمن وأنه يؤدي الصلاة في أوقاتها لكنه لا تقبل أعماله إلا بحب علي إلا بموالاة علي (عليه السلام) .
5- إن السنة والتمسك بها لا يكتمل ولا يصح إلا بمحبة علي وموالاته بل بإظهار محبة علي وموالاته كما أخبرنا الشيخ ابن تيمية .
وفي ذات السياق حمد الله المرجع السيد الصرخي بما وصل له الحال بسبب تطور وسائل الاتصال كالنت وغيره إلى أن يقتنع الرأي العام بأن الشيعة تعبد الله ولا تعبد علي (عليه السلام ) بقوله ” من نعم الله علينا الان وصلنا إلى مرحلة يقال أننا نسب الصحابة وننتهك عرض النبي، فقبل هذا كان الناس قد غرر بهم وصدقوا وأطبقوا أننا نعبد علي وأن عليا هو النبي وجبرائيل خان الأمانة …. ، فاليوم بقيت قضية السب هي المثلبة ضدنا فدعموا مرجعيات السب الفاحش كي يبقى المبرر لعدم سماع صوت الحق” .
وتابع سماحته بذكر الشواهد التي ذكرها ابن تيمية في مؤلفاته التي تشير إلى (شيعة عثمان وشيعة علي) لافتاً إلى أن الشيخ ابن تيمية متمرس في المغالطة والسفسطة ويعطيك شيطنة كأنه الدليل والحجة الدامغة . مشيراً سماحته إلى أن هذه المناقشات والمحاضرات المقبلة هي نقاش في عمق أفكار ابن تيمية مستخدماً أسلوب تسفيه أفكار ابن تيمية بنفس أفكاره وهذا الأسلوب هو أسلوب جديد لم يطرح من قبل من الطرفين .
وذكر المرجع الصرخي بعض من مظاهر التكفير الأموي الخارجي والتدليس ومن خلال المنهج العام في الكتب المنسوبة لأبن تيمية
أ- إن شيخ الإسلام وأتباعه عادة ما يبحثون أهون كلام وأهون فكرة لتسقيط فضيلة لعلي (عليه السلام )
ب- يتمسكون بأهون الكلام وأندر المحتملات من أجل إلصاق واختراع مدح لمعاوية وابعاد أي شبهة عنه.
ج- هذا المنهج العام هو الذي أنتهجه ابن تيمية في كتبه وخطاباته والذي سار عليه أتباعه
د- حسب فهمي من بعضهم أنهم يعلمون ويدربون أتباعهم على أسلوب المغالطات والمراوغة في الحوارات والمناقشات والمناظرات مما يرجع إلى الصخب والهرج واللغو من أجل أن لا يسمع الاخرون دليل الحق .
ه- وهذا الأسلوب هو أسلوب فاشل سرعان ما تنتهي الضجة واللهو الصخب والتصفير والتصفيق .
كما وأهلَ السيد الصرخي الاذهان بمفاجئة جديدة قصمت ظهر منتحلي التسنن ولم يلتفت لها من قبل على ضوء ما ذكره ابن تيمية بخصوص السنة التي أكد عليها ابن تيمية ،متنازلاً سماحته عن عبارة (عترتي) الواردة في حديث الثقلين والتي أختلف الطرفان بينها وبين عبارة ( سنتي ) حيث سلم جدلاً السيد الصرخي بتمسكه بما تمسك به شيخ الإسلام وغيره بأن الحديث (كتاب الله وسنتي) منبها إلى أن السنة عند ابن تيمية هي (إظهار محبة علي (عليه السلام) وموالاته والالتزام بالصلاة في أوقاتها) .
وأكمل سماحته في الموارد لأبن تيمية حيث دعا السيد الصرخي ابن تيمية وأتباعه إلى تعلم أبجديات المنطق وألف باء المنطق ودار دور المنطق بل عليهم أن يدرسوا في رياض الأطفال لافتاً إلى أن يتعلموا ما يطرح في محاضرات التحليل الموضوعي هذه .
وتعتبر هذه المحاضرة ذات التسلسل العشرين والتي القيت اليوم الخميس 6 شعبان 1435 هـ الموافق 5 حزيران 2014م من سلسلة محاضرات تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي والتي يلقيها المحقق الكبير السيد الصرخي الحسني في برانيه بكربلاء المقدسة والتي تشهد حضوراً واسعاً للجماهير العراقية من مختلف المحافظات وتوافد طلبة الحوزة العلمية وأساتذتها من الجامعة الجعفرية وكلية الإمام علي (عليه السلام) وغيرهما .