المركز الاعلامي / كربلاء المقدسة
أكد المرجع الديني السيد الصرخي الحسني إن دلالة اللفظ على المعنى هي أن يؤدي تصور اللفظ إلى تصور المعنى، وان اللفظ دالا والمعنى الذي نتصوره عند سماع اللفظ مدلولا وهذه الدلالة لغوية، ونقصد بذلك أنها تنشأ عن طريق وضع اللفظ للمعنى، لان الوضع يوجد علاقة السببية بين تصور اللفظ وتصور المعنى
ولفت السيد الصرخي ان الدلالة التصديقية يوجد فيها إرادة استعمالية وإرادة جدية ، مؤكدا إنها لا تنظر إلى اللفظ كلفظ ولكنها تنظر الى حال المتكلم والمتحدث بهذا اللحاظ . مؤكدا ان المدلول هو الإرادة الاستعمالية او الجدية وحال النفسية للمتكلم . وأشار سماحته ان الدلالة التصورية (اللغوية) فيها طرفان هما الدال (صورة اللفظ) والمدلول (المدلول اللغوي صورة المعنى) مؤكدا انها هي تصور اللفظ وتصور المعنى أي أنها تنشئ عن طريق وضع اللفظ للمعنى لأن هناك علاقة وقرن بين صورة اللفظ وصورة المعنى وان الدلالة اللغوية لا تنفك تصور المعنى على تصور اللفظ بغض النظر عن سبب صدر الكلام وبسبب قانون القرن الأكيد الذي يقرن تصور اللفظ بتصور المعنى بنتيجة قهرية حتى لو اصطدم حجران او حركة الماء لوجود هذا القانون الذهني .
ومثّل سماحته مثلا بمثال (الحق منتصر) لافتا إلى ان الدلالة لا تنفك عن اللفظ مهما سمعناه ومن أي مصدر كان، فالجملة اذا سمعناها انتقل ذهننا فورا إلى مدلولها اللغوي سواء سمعناها من متحدث واع أو من نائم في حالة عدم وعيه، وحتى لو سمعناها نتيجة لاحتكاك حجرين، فنتصور معنى كلمة ” الحق ” ونتصور معنى كلمة ” منتصر “، ونتصور النسبة التامة في الجملة . مشيرا إلى ان الجملة إذا صدرت من النائم او حجرين لا يوجد لها الا مدلول لغوي فهنا لا يوجد دلالة تصديقية بل فقط دلالة تصورية وأضاف :
1- إذا صدرت من نائم لا يوجد إلا مدلول لغوي ومدلول تصوري
2-إما إذا سمعناها من متحدث واعي فلا تقف الدلالة عند مستوى التصور
وفي ذات السياق طرح مثالا على مدعي العصمة ابن كاطع ، فإذا قلنا جاء ابن كاطع فلماذا لم يلتفت إلى الخلف لأنه اعتقد إني امزح ، فلما قلت فاني استحضرت معنى الجملة فان هذه الإرادة استعمالية فلو صدقت الجملة لأن الجملة صدرت على نحو المزاح أي لا توجد إرادة جدية .
وتابع سماحته ان الدلالة الأولى (الاستعمالية) يراد فقط استحضار الألفاظ في ذهن السامع أي انه يريد أن يخبر المعنى اللغوي وان نتصور هذا المعنى والثانية (الجدية) هي إرادة مع نسبة تتفاعل معها أولا ، أن نتصور تلك المعاني لكي لا يخلق تصورات مجردة في أذهاننا بل لغرض في نفسه أي يخبر ثبوت الانتصار للحق . واكد سماحته ان الجملة التامة تحتوي على المدلول التصوري ومدلول تصديقي (استعمالية + جدية)
وفي مناقشته لمتن كتاب الحلقة الأولى (وأما حين نسمع الجملة من متحدث واع فلا تقف الدلالة عند مستوى التصور بل تتعداه إلى مستوى التصديق، إذ تكشف الجملة عندئذ عن أشياء نفسية في نفس المتكلم) حيث ناقش ابن تيمية في مسألة بيعة الغدير مؤكدا ان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يكن من فراغ او أراد أن يقول هذا علي (عليه السلام) فأحبوه فهذا الكلام غير معقول وهذا هو الجنون بعينه .
وأكمل سماحته وعلى هذا الأساس نكتشف مصدرين للدلالة: أحدهما اللغة بما تشتمل عليها من أوضاع، وهي مصدر الدلالة التصورية. والآخر حال المتكلم ومدلوله النفسي التصديقي ، فإن اللفظ إنما يكشف عن إرادة المتكلم إذا صدر في حال يقظة وانتباه وجدية، فهذه الحالة هي مصدر الدلالة التصديقية ولهذا نجد أن اللفظ إذا صدر من المتكلم في حالة نوم أو ذهول لا توجد له دلالة تصديقية ومدلول نفسي.
وتعد هذه المحاضرة الرابعة عشرة في سلسلة المحاضرات الأصولية بتاريخ 30 آيار 2014 حيث يطرح السيد الصرخي الحسني آراءه وتعليقاته والنظريات الأصولية الحديثة وتقويم متن الحلقة بما يتلائم من التطور الهائل للأصول في الفترة الحالية .