أكمل سماحة المحقق الكبير المرجع الديني الأعلـى آية الله العظمى السيد الصرخي الحسني (دام ظله الشريف) ذكره لعدد من الشواهد من كتاب منهاج السنة لابن تيمية والذي يذكر فيها عبارة شيعة عثمان وشيعة علي (عليه السلام)، حيث قال ابن تيمية (( ….وشيعة عثمان تقاتل الكفار، والرافضة لا تقاتل الكفار، وشيعة عثمان لم يكن فيها زنديق ولا مرتد، وقد دخل في شيعة علي من الزنادقة والمرتدين ما لا يحصي عدده إلا الله تعالى، وشيعة عثمان لم توال الكفار، والرافضة يوالون اليهود والنصارى والمشركين على قتال المسلمين، وشيعة عثمان ليس فيهم من يدعي فيه الإلهية ولا النبوة، وكثير من الداخلين في شيعة علي من يدعي نبوته أو إلهيته، وشيعة عثمان ليس فيهم من قال: إن عثمان إمام معصوم، ولا منصوص عليه، والرافضة تزعم أن عليا منصوص عليه معصوم….. )).
موردا سماحته (دام ظله) عددا من التعليقات السريعة على كلام ابن تيمية تاركاً التفصيل في السلسلة الجديدة من المحاضرات والتي خصصها لمناقشة أفكار ابن تيمية وما ينسب له، مشيراً الى أن أهل البيت (عليهم السلام) تبرءوا ويتبرؤون من المغالين وابن تيمية يدلس ويتهم شيعتهم بالغلو.
كما نوّه سماحته (دام ظله) الى أن هذه الشواهد كانت متفرعة عن موضوع وسؤال سابق هو من بدأ السب واللعن والتكفير؟ مؤكدا أن مرجعيات السب الفاحش لها دولة ومؤسسات وماكنة إعلامية وسلطة.
وتحت عنوان {{ممَ يخاف الامام الصادق (عليه السلام)؟}} الذي أشار له في محاضرات سابقة وأكمل مناقشته في هذه المحاضرة حيث قال (دام ظله):
((نقول مم َيخاف الإمام (سلام الله عليه)؟ وماذا صدر من الخطابية والمغيرية والسبئية وأئمة الضلالة حتى يخاف الإمام ويكون في رعب شديد؟”.
ويكمل سماحته (دام ظله) قائلاً: ((
1- إنه الرعب والقلق من الوحدانية الالهية والربوبية.
2- إنه الخوف من أن يكون الإمام مقصرا.
3- إنه الخوف من الغلو ودعوى الالوهية.
4- إنه الخوف من جعله شريك لله سبحانه.
5- إنه الخوف من إزالة الائمة عن مقام العبودية.
6- إنه الخوف الذي يجعل شعر الرأس والجلد يقوم.
7- إنه الخوف من أن يصم سمع الإمام أو يعمى بصره)).
ذاكرا سماحته (دام ظله) عددا من الروايات التي تدل على خوف الإمام من المغالين كالخطابية والمغيرية والسبئية وغيرهم منها:
((الرواية الاولى: معجم رجال السيد الخوئي (قدس سره) روى الكشي بسند صحيح عن محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد ومحمد بن عيسى، عن علي بن مهزيار، عن فضالة بن أيوب الأزدي، عن أبان بن عثمان، قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «لعن الله عبد الله بن سبأ، إنه ادعى الربوبية في أمير المؤمنين (عليه السلام)، وكان والله أمير المؤمنين (عليه السلام) عبدا لله طائعا، الويل لمن كذب علينا، وإن قوما يقولون فينا ما لا نقوله في أنفسنا، نبرأ إلى الله منهم، نبرأ إلى الله منهم».
ويعلق سماحته على الرواية بقوله: “بدون أي سؤال موجه من سائل نجد الإمام الصادق (عليه السلام) يبادر ويبتدىء بـ (1- لعن ابن سبأ 2- ذكر معتقد عبد الله بن سبا في ادعاء الربوبية لعلي (عليه السلام)، 3- إبطال دعوى ابن سبأ مبينا (عليه السلام) أن أمير المؤمنين مخلوق وعبد لله، 4- يكرر الإمام ويؤكد على لعن ابن سبا والخطابية والمغيرية وغيرهم حيث قال: (الويل لمن كذب علينا)
6- التبرء من السبئية والخطابية وجميع المغالين)).
منوها سماحته (دام ظله) الى أنه ((لا توجد رواية تشير الى البراءة من قبل أهل البيت (عليهم السلام) سوى البراءة من المغالين.
الرواية الثانية في اختيار معرفة الرجال: …. قال علي بن الحسين (عليه السلام): « لعن الله من كذب علينا، إني ذكرت عبد الله بن سبأ فقامت كل شعرة في جسدي، لقد ادعى أمرا عظيما، ما له لعنه الله، كان علي (عليه السلام) والله عبدا لله صالحا، أخو رسول الله، ما نال الكرامة من الله إلا بطاعته لله ولرسوله، وما نال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الكرامة من الله إلا بطاعته)) .
معلقاً سماحته (دام ظله)على الرواية بعدة تعليقات منها:
(( 1- أيضا الإمام يبادر دون أن يسأل بلعن كل من كذب على أهل البيت.
2- عندما ذكر الإمام السجاد (عليه السلام) ابن سبأ قامت كل شعرة في جسده.
3- الإمام طعن في الصغرى بالإعلان عن عبوديته لله تعالى وكذلك نفي الالوهية والربوبية عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) باعلان الاخوة بينه وبين علي (عليه السلام) وبما أن عليا عبد لله فمحمد عبد لله حيث قال (عليه السلام) “كان علي (عليه السلام) والله عبدا لله صالحا، أخو رسول الله” مشيرا سماحته الى أن الإمام عندما يكرر عبوديته لله تعالى يريد أن يطعن ويبطل أن الصلاة رجل وأن الصيام رجل وأن العبادة رجل فمن يعرف الرجل فلا حاجة للصلاة والصيام وكل العبادات وكذلك المحرمات والمنكرات هي رجل ومن يعرف الرجل يرتكب كل المحرمات والمنكرات، مؤكدا على أن أفسق الناس وأفسد الناس هو من يتخذ طريق الغلو)).
مضيفاً (دام ظله):
((إن الإمام (عليه السلام) يبطل جميع هذه الدعوات ويبين أن لا كرامة إلا بطاعة الله تعالى ورسوله، ورسوله لا ينال الكرامة إلا بطاعة الله.
الرواية الثالثة: روى عبد الصمد بن بشير عن مصادف قال: لما لبّى القوم الذين لبّوا بالكوفة ـ أي قالوا: لبيك جعفر،… دخلت علي أبي عبد اللّه (عليه السّلام) فأخبرته بذلك، فخرّ ساجداً ودق جؤجؤه بالاَرض وبكى ـ إلى أن قال: فندمت على إخباري إيّاه، فقلت: جعلت فداك وما عليك أنت من ذا، فقال: « إنّ عيسى لو سكت عمّا قالت النصارى فيه لكان حقاً على اللّه أن يصم سمعه ويعمي بصره، ولو سكت عمّا قال فيّ أبو الخطاب لكان حقاً على اللّه أن يصم سمعي ويعمي بصري».
الرواية الرابعة: عن حنان بن سدير، عن أبيه قال: قلت لاَبي عبد اللّه: إنّ قوماً يزعمون انّكم آلهة يتلون علينا بذلك قرآناً: ((يا أيّها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً إنّي بما تعملون عليم))، قال: «يا سدير سمعي وبصري وشعري وبشري ولحمي ودمي من هوَلاء براء، برىَ اللّه منهم ورسوله ما هوَلاء على ديني ودين آبائي»)).
وغيرها من روايات ذكرها سماحة المرجع المحقق الكبير (دام ظله) في أن الائمة (عليهم السلام) قد تبرؤوا ولعنوا كل المغالين من الخطابية وغيرهم.
وتأتي هذه المحاضرة الحادية والعشرون ضمن سلسلة محاضرات تحت عنوان {{تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الاسلامي}} والتي ألقاها سيد المحققين سماحة المرجع الديني السيد الصرخي الحسني (دام ظله) اليوم الخميس 13 شعبان 1435هـ الموافق 12 -6- 2014 م