طرح المرجع الديني السيد الصرخي الحسني استفهاما ً الى اتباع ابن كثير وخط الشيخ التيمي حول قانون الجعل الإلهي في الآية الكريمة {إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ} .
حيث قال السيد الصرخي : بعد التوكل على العلي القدير سبحانه وتعالى نكمل الكلام في الشاهد 23: يسومهم سوء العذاب … إلى يوم القيامة، وكان الكلام في:
4 ـ تفسير بن كثير:
أ ـ قال ابن كثير: {{ تَأذَّنَ} ..وفي قوة الكلام ما يُفيد معنى القَسَم من هذه اللفظة، ولهذا أتبعت باللام في قوله: { لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ} أي على اليهود، {إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ} أي بسبب عصيانهم ومخالفتهم أوامر اللّه وشرعه واحتيالهم على المحارم، ويقال: إن موسى عليه السلام ضرب عليهم الخراج سبع سنين، وقيل ثلاث عشرة سنة، وكان أول من ضرب الخراج، ثم كانوا في قهر الملوك من اليونانيين والكشدانيين والكلدانيين، ثم صاروا إلى قهر النصارى وإذلالهم إياهم وأخذهم منهم الجزية والخراج، ثم جاء الإسلام ومحمد صلى اللّه عليه وآله وسلم، فكانوا تحت قهره وذمته يؤدون الخراج والجزية}
وقد علق السيد الصرخي الحسني موضحا ً ان الجعل الآلهي في الآية بلحاظ المجعول الذي جعله الله تعالى وليس بلحاظ بني اسرئيل :
[[أقول: أولًا: الجعل الإلهي في الآية بلحاظ المجعول الذي جَعَلَه الله وليس بلحاظ بني إسرائيل…(توجد آيات ونصوص شرعية، توجد مقاطع من نصوص شرعية يكون فيها الحديث والخطاب والإشارة مباشرة إلى بني إسرائيل، هنا الكلام والإشارة إلى الذي جعله الله في موقف، في خصوصية، في مكانة، في منزلة، يكون عذاب بني إسرائيل على يده، إذن بلحاظ المجعول الذي جعله الله وليس بلحاظ بني إسرائيل) وأن الله قد فرض الجزية على بني إسرائيل فكيف نتصور ان إتيان فرض الجزية وجبايتها يكون بسلطة ويد الكافر، فكانت ولاتزال دول وقوى مستكبرة وستأتي دول مستكبرة غيرها تحكم العالم إلى أن يأتي الفاسق الفاجر الظالم الدجال ابليس آخر الزمان، فهل نتصور أن هؤلاء سيأخذون الجزية من اليهود أو أن اليهود سيكونون مع الدجال والمستكبرين ومن جنده وأعمدته وأجهزة استخباراته وقواه الاقتصادية المسيطرة والمحركة للأمور والأفعال، وهم سيكونون من جند هؤلاء ممن سيسيطر على العالم؟ فكيف سيكون عليهم وينزل عليهم سوء العذاب من قبل هؤلاء وهم جند عند هؤلاء والطول والقوة للدجال وإبليس؟ وأيضًا نحن في هذا الزمان نفس الكلام يجري، إذن ستكون لهم القوة في فترة زمنية طويلة أطول مما سلط عليهم من عذاب في فترات زمنية تكون بالتأكيد أقصر) …
وأضاف سماحة السيد الصرخي :
( وإذا كان الجعل إلهِيًا وكان بلحاظ المجعول وان العذاب سيكون بأخذ الجزية وأن الانصراف الذهني الأوّلي يكون الى المؤمنين الصالحين المرسلين والخلفاء المُخلِصين المُخلَصين فيأخذون الجزية، فكيف يخالف ابن كثير ذلك ويخالف الانصراف الذهني فيخلط بين المؤمن والكافر فيجري النص ويطبّقه على المستكبرين الكفّار الظالمين الفاسدين المفسدين؟! إضافة لذلك فإن الواقع يخالف ما ذهبوا اليه من تفسير وتأويل فالحقب الزمنية التي مرت والمتوقعة مستقبلا إلى اليوم الموعود (وحتى في فترة اليوم الموعود، كما بينا قبل قليل، لفترة طويلة من فترة اليوم الموعود، أي عصر الظهور، ليس نفس اليوم وإنما نريد أن نقول: إلى اليوم الموعود ولفترة طويلة ما بعد اليوم الموعود، لاحظ إلى ظهور الإمام سلام الله عليه سيبقون هكذا وإلى ما بعد ظهور الإمام أيضًا ستكون لهم القوة والسلطة والسطوة ولا يسلط ولا ينزل عليهم العذاب، ولا يوجد من ينزل أو من سيكون على يده إنزال العذاب عليهم، حتى ما بعد اليوم الموعود، حتى ما بعد ظهور الإمام سلام الله عليه) وإلى ما بعد اليوم الموعود لفترة طويلة تشير بوضوح إلى أن الفترة الأطول جدا ليس فيها جزية على اليهود!!!، فلا مناص من ذلك إلا بالقول أن التطبيق والمصداق الأوضح للآية أن يكون ذلك التسليط في آخر الزمان عصر ظهور المهدي الموعود والمسيح الموعود والدابة الموعودة مع وجود السفياني والدجال وإبليس وجندهم ومنهم الجن واليهود… )
وقال السيد الصرخي ايضا ً :
( ثانيا: نحن نشهد الواقع فإنّه لم يأت يوم القيامة وصار لليهود عشرات السنين ليس فقط لم يكونوا تحت قهر أحد بل انهم جعلوا الآخرين تحت قهرهم وذمتهم يؤدون اليهم الولاء والخراج أضعافا مضاعفة (من المسلمين من القادة من الحكام من الناس من الجماهير من الأفراد من الأشخاص، صار هؤلاء هم من يؤدي الجزية إلى اليهود) والمتوقع جدا أن الحال سيبقى الى حين، فهل يا ترى يقول ابن كثير وخط الشيخ التيمي بخرق القانون والوعد الإلهي ببعث مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ الذي يستلزم العجز أو الجهل أو الكذِب وخلفِ الوعد؟!! نعوذ بالله من ذلك ونستغفرك اللهم ونتوب إليك. )
جاء ذلك في المحاضرة (13 ) من بحث ( الدولة..المارقة…في عصر الظهور …منذ عهد الرسول ) بحوث : تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الاسلامي 24- 12- 2016 .