سماحة المرجع الاعلى اية الله السيد الصرخي الحسني ادامكم الله
[[صدرت تصريحات للسفير السعودي في العراق(ثامر السبهان) التي أشار فيها الى ان ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية هي التي تقف خلف احداث المقدادية ووصفها بأنها لاتختلف عن داعش ، وقد اعتبر رفض الكورد ومحافظة الانبار دخولهم الى مناطقهم دليلاً على عدم مقبوليتهم في الشارع العراقي؟؟ ولاقى ذلك ردود فعل متناقضة ومتشنجة الى حد المطالبة بمعاقبة وطرد السفير السعودي واتهام السعودية بانها ارهابية وراعية للارهاب ؟! فماهو موقفكم وتعليقكم على ذلك ؟ وما هو رأي سماحتكم فيما حصل في المقدادية من جرائم قتل وخطف وتهديم دور العباده وتهجيرعوائل ، والى متى تبقى المآسي تقع على العراقيين وما هو الحل ؟؟]]
بسم الله الرحمن الرحيم
{{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ}} البقرة11
الجواب في نقاط:
الأولى : ردود الأفعال السياسية ونفاق وانتهازية السياسة وسياسيّيها ليس من عملنا ولا منهجنا ولا ديننا ولا أخلاقنا ، وغايتنا إرضاء ربّنا في نصرة شعبنا المظلوم ولو بكلمة.
الثانية : ما يتعلّق بكلام السفير فإنه لا يمكن لعاقلّ أن يقول بخصوصِه شيئاً بعد أنْ أوّلَ مَعْناه أو أنْكَرَه أو استَنْكَره أو رَفَضَهُ السفير نفسُه ووزيرُ خارجيته
الثالثة : وقعت في المقدادية جريمة كبرى وهي واحدة من مئات الجرائم التي وَقَعَت وتَقَعُ على العراقيّين ، ونؤكد أن كلَّ جريمةٍ وظلمٍ وانتهاكِ حُرماتٍ قبيحٌ ومحرّمٌ ومُدانٌ ، سواء صدر من الشيعي او السني أو من المسلم أو غير المسلم
الرابعة: الحديث عن الحشد وما يصدر عنه لابد أن يستندَ ويتأصّلَ من كون الحشد جزءًا من المؤسسة العسكرية وتحت سلطة رئيس الحكومة وقائد قواتها المسلحة ، وقد تشكّل الحشد بأمر وفتوى المرجع السيستاني ، فلا يمكن الفصل بين الحشد والسلطة الحاكمة والمرجع وفتواه ، فمن عنده كلام عن الحشد وأفعاله من ذم أو نَقْدٍ أو اتّهامات بتطهيرٍ عِرْقِيٍّ طائفِيٍّ وتهديمِ مساجد وتهجيرِ عوائل وأعمال قتل وسلب ونهب وغيرها من دعاوى واتهامات فَعَلَيْه أن يوجّه كلامَه وسؤالَه ومساءلتَه لشخص السيستاني مؤسّسِ الحَشْد وزعيمِه الروحي وقائِدِه وصمّامِ أمانِهِ .
الخامسة : الواجب الديني والأخلاقي على الجميع تشخيص الأسباب ومعالجتها وعدم اقتصار النظر وردود الافعال على النتائج والجرائم حين وقوعها ، فلا يصح ولا يجوز التغرير بابنائنا وايقاعهم ضحية الإنتماء الى حشدٍ طائفيّ أو تيارٍ تكفيري سنيٍّ وشيعيٍّ ، كما لايجوز عندما تقع الجرائم أن نَصبَّ جام غضبنا وانتقادنا على أبنائنا المغرر بهم فقط ونترك الذين غرَّروا بِهم، ومن الواضح أن هذا ا المنهج والسلوك لا يحل المشكلة بل يفاقمها ، وماذا يفعل الإنسان المغرر به المسلوب الإرادة غير الانتماء لقوى التكفير والجريمة عندما تكون بشعارات براقة مثيرة للمشاعر من حماية مذهب أو طائفة أو دين أو خلافة أو مراقد أولياء ومقدسات أو حُرُمات أئمة وصحابة وامهات مؤمنين ، وماذا يفعل الانسان البسيط عندما يكون التغرير على اشدّه فيعتقد ويتيقّن أن عملَه مَرْضِيٌّ عند الله تعالى والمجتمع من حيث انه يعمل على طبق فتوى من المرجع الديني وان المجموعة المسلحة والحشد الذي ينتمي اليه يُعتَبَر جزءا من المنظومة العسكرية للدولة وتابعا لرئيس سلطتها المدعومة عربيا ودوليا بالمال والسلاح والإعلام ، فلا يبقى لعموم الناس البسطاء خيار الا الوقوع في التغرير فيقع القبيح والمحذور ، ولكي يحصل العلاج الجذري التام لابد من التشخيص الصحيح والتعامل مع المشكلة من أصلها واساسها وأسبابها.