أكد المرجع الديني السيد الصرخي الحسني خلال محاضرته السابعة من بحث ( الدولة المارقة في عصر الظهور منذ عهد الرسول – صلى الله عليه واله ) 11 صفر 1438هـ – 12_11_2016 مـ
عدم وجود القربى بين الله وأولياءه في تشخيصهم وجعلهم محلا للتكريم والتقديس ومحلا لأمتداد رسالته في هداية البشر من خلال ذريتهم كما في نبي الله ابراهيم “عليه السلام” وذريته او النبي محمد صلوات الله عليه واله” وذريته من الائمة
“عليهم السلام ”
سوى التقوى وهو ذات الامر ينطبق على تشخيص الصحابة في موارد قرآنية عديده فلاداعي ان يستغرب ويعترض لماذا حدد الله الامامة بذرية النبي عليه وعلى اله “الصلاة والسلام ” كون ذلك يقابله ايضا لماذا حدد الله وشخص وفضل المهاجرين والانصار والصحابة أو على دليل من يقول بالخلفاء من قريش فلماذا من قريش هل هي قبلية وعشائرية ؟!
اذن المحل والمجال مجال التقوى والتحديد للقوم او القبيلة او الذرية
انماهي الضرورة تقتضي الاشارة اليها بالوصف ولاعلاقة للتفضيل نتيجة الانتماء النسبي او القبلي او المكاني ولاعلاقة للتعصب القومي او الطائفي بالموضوع .
بين ذلك خلال الشاهد الحادي عشر بعنوان الكلمة الباقية في معرض التفسير والبيان والرد على ما ذكر ابن كثير في تفسيرة للكلمة الباقية على انها كلمة لا اله الا الله جعلها باقية في ابراهيم وذريته
فذكر تحت عنوان :
حادي عشر: الكلمة الباقية
قال تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم (حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3) … وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ (6) وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (7) … وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ (15) … وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (26) إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (27) وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (28) بَلْ مَتَّعْتُ هَؤُلَاءِ وَآَبَاءَهُمْ حَتَّى جَاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ (29)) مقتبس آيات من سورة الزخرف، وانتزعنا العنوان من قوله تعالى: (وجعلها كلمة باقية في عقبه)
عندنا كلام:
ففي تفسير ابن كثير قال: (وجعلها كلمة باقية في عقبه ) أي: هذه الكلمة، … وهي ” لا إله إلا الله ” أي: جعلها دائمة في ذريته يقتدي به فيها من هداه الله من ذرية إبراهيم عليه السلام، ( لعلهم يرجعون ) أي: إليها.
ووجه المرجع الصرخي عدة تساؤلات على قول ابن كثير:
فلسنا نحن من يقول، بل ابن كثير وهو من أئمة التيمية، من أئمة المارقة، من أئمة الدولة، من أئمة الخوارج، إذن لماذا لا تعترضون؟ أو لماذا لا يعلن اعتراضكم وأنتم تعترضون على الله سبحانه وتعالى، لماذا لا يعلن اعتراضكم؟ لماذا لا يصرح باعتراضكم على القرآن؟ لا نعلم عمن تتحدثون؟ ومع أي خالق؟ بأي صورة؟ لماذا لا تعترضون على القرآن؟ لماذا لا تعترضون على الله سبحانه وتعالى؟ لماذا جعل هذه الكلمة الباقية في ذرية إبراهيم؟ هل هي قربى وعاطفة ووساطة كما يسمى من أجل فلان أو فلان ولخاطر فلان وخاطر فلان؟ هل يعقل هذا؟ هل نتصور هذا؟ هل يحتمل هذا؟
واضاف السيد الصرخي :
يستحيل على الله سبحانه وتعالى أن يفعل هذا، إذن لماذا حدد؟ لماذا شخص هذه القضية في ذرية إبراهيم؟ لماذا أشار إلى ذرية إبراهيم؟ إن الله سبحانه وتعالى يريد بهذا أن يشير، أن يوجه أن ينبه إلى قضية خارجية، إلى قضية واقعية، خارجية ستحقق في ذرية إبراهيم، ليس في كل الذرية، لكن ستحقق في ذرية إبراهيم
وألفت المرجع الى ضرورة التشخيص وتحديد من في الخارج :
التفتوا جيدًا، إذن الكلام إلى قضية خارجية، إلى تشخيص خارجي، كما قلنا في قضية الخاتم الذي تصدق به أمير المؤمنين سلام الله عليه في حال الركوع، لماذا في حال الركوع؟ قلنا: حتى لا يحصل خلط واشتباه وحتى لا يكون التدليس سلسًا ومرنًا يستغله التيمية والمارقة والخوارج والنواصب.
وأكمل المرجع موضحا :
إذن قضية خارجية، هذا الذي تصدق في حال الركوع هو الولي، اختصت الولاية به، هنا أيضًا يقال نفس الكلام في ذرية إبراهيم، الآن لماذا المهدي من أبناء فاطمة؟ لماذا من أبناء الحسين؟ لماذا من أبناء الحسن العسكري أو من أبناء الحسن بن علي على الروايات الأخرى؟ علمها عند الله سبحانه وتعالى، على الروايات الأخرى لماذا من قريش؟ هل هي القضية قبلية عشائرية مناطقية حتى تجعل القضية في قريش؟ إذن نفس الاعتراض الذي يسجل على قريش يسجل على غير قريش. ومن يسجل الاعتراض على قريش على أهل البيت، على ذرية النبي، على أبناء فاطمة فمن النفاق ومن العداء لأهل البيت سلام الله عليهم أن يعترض هنا في هذا الباب ولا يعترض في قضية قريش، أو في قضية المهاجرين أو في قضية الأنصار، أو في قضية الصحابة، ما هو الفرق؟ لا توجد قربى، لا توجد خصوصية؟
وأكد المرجع التقييم الحقيقي عند الله جل وعلا :
التقييم على التقوى، على الإيمان، على العمل الصالح، على الهداية، على التقوى، على الاهتداء، على التقوى، هذا هو التقييم، ليس التقييم على حساب ابن فلان وبنت فلان وخال فلان وأم فلان وعشيرة فلان وقبيلة فلان وقوم فلان وأصحاب فلان وأخصاء فلان، ليس هذا المقياس، المقياس هو الدين، المقياس هو التقوى، نحن نقول بهذا، نحن نتمسك بهذا، هذا هو نهج القرآن، الآن لماذا خصّ أهل البيت سلام الله عليهم؟ لأنّ فيهم التقوى، هذه قضية خارجية إشارة إلى أن الذي فيه التقوى هو هذا، إشارة إلى إن الذي سيكون منه المتقي الإمام إمام المستضعفين هو هذا البيت، هو هذا الخط، هي هذه العشيرة، هم هؤلاء القوم، إذن ليست القضية عنصرية وتعصب وطائفية .