السلوكية.. تستغلّ الثغرات.. “مِنّة المَنّان” أنموذجاً
يَتَحَدّثُ أستَاذُنا الشّهِيدُ عَن مَصَادِرِ بَحْثِ تَفسِيرِ “مِنّة المَنّان” التي يُمكِنُ اعتِمادُها، وَيَذكرُ مَا هَبَّ وَدَبَّ مِن المَصَادِرِ، {أيًّا كَانَ مذهَبُها وَمَهما كَان اتّجَاهُها}، وَيُعطِي لِلقارئ، نعم يُعطي لِلقارئ نَصيحةً وَإرشَاداً وَإذناً بإمكَانِ التّدقِيقِ والتَّوسعَة والإضَافَةِ لِلبَحثِ، بِالاعتِمَادِ عَلَى تِلكَ المَصادِر وَالأخْذِ بِمَا فِيهَا، خَاصَة القِسْم الأوّل الأخطَر مِن الآرَاء!! وَأمّا القِسمُ الثّانِي فَعَلَى المَنهَجِ والأسلُوبِ المُتّبَعِ فَإنّه يُترَكُ لِلقَارِئ النَّظرُ فِيهِ وَمُنَاقَشَتُه أو الاخذُ بِهِ وَلَو عَلَى نَحو الأطروحَة!! وَلَايَخفَى أنّ مِثلَ هذا الكَلام يُعتَبَر ثغرةً قَاتِلَةً يَنفُذُ مِن خِلَالِها السّلوكِيّة ذَوُو العقولِ القَاصِرةِ وَالنّفوسِ المَريضة، وقَد فَعَلوا وَمَا زَالُوا!! حيث قَصَدَهم (رَحِمَه الله) بِقَولِه: {أسَفاً عَلَى العقولِ القَاصِرَة وَالتّأويلَاتِ الفَاسِدَة}!!
قَالَ سَيّدُنا الأستَاذُ: {وَلَا يَنبَغِي لَنَا بِهذا الصَّدَد أن نُهمِلَ الحَديثَ عـَن المـَصَادِرِ الّتـِي يُمكِـنُ لِلقَارئ الاعتِمادُ عَلَيهَا لَو أرَادَ التّدقِيقَ والتوسـّع أو الإضـافات حَـول بَحثِنـا هذا}… {فَإنّه على العموم نجد التّفَاسـير العّامَـة للقُـرآن مفيدةً فِي هـذا الـصّدَد أكيداً، أيّاً كَانَ مذهَبُها وَمَهما كَان اتّجَاهُها}.
وقال: {وَهِيَ.. التّفسير البَاطني.. صَادِرة مِن مَشايخ الصّوفِيّة.. التفسير بِالحَديث كتفسير البرهان للبحراني.. التّفسير بالرَأْي.. وَهِيَ عامّة التّفاسير لَدَى الفريقَين.. وكَذَلِك الكتب الّتي خَصّصت فصولا لِلبَحث فِي بَعض الأمور القرآنية أو الدفاع ضدّ إشكَالات.. وهي عديدة لا تَدخل تحت الحصر من كلّ مَذاهِب الإسلام.. الكتب المخصّصة لِلفهم الطّبيعي.. أشهرها.. لِلشّيخ طنطاوي.. وَحَنفي أحمد.. وكذلك المختصّة بالتاريخ الدّيني.. سواء كانت حديثيّة أو كتب رَأي وَتَحليل.. الكتب المُختصّة لِدَفع الشّبهات عَن القرآن الكَريم، وهي عَديدة نَعتَمد منها: كتَاب الرّازي (الحنفي، ان كان يقصد صاحب “غرائب آي التنزيل”)، وتنزيه القرآن عن المطاعن للقاضي عبد الجبار (المعتزلي)..}.
ثمّ قَال(رض): {هذا، وَلا يَفُوتُنا وَنَحنُ بِصَدَد الحَديث عَـن المَصادر، القـول بِأنّ الآراء المَعروضَة فيها تَنقَسم إلى قسمَيْنِ رئيسَيْن.. وَمَا هوَ المُعتمد في فَهم القرآن الكَريم هُوَ القسم الأوّل (آراء ثابتـة في الرتبـة السابقة على القرآن)… والمراد مِن الآراء الثّابتة فِي الرّتبة السّابقة هِيَ الآرَاء الّتي تَتَحَدّث عَـن اللّغة وَعَن قَواعِد العَربيّة أو الأنظمة العَقائديّة، بِغَض النّظر عَن آيات القرآن.. فَمَا هُوَ المُعتَمَد فِي الحَقيقة فِي فَهم القرآن الكَريم هُوَ القسمّ الأوّل مـِن الآراء والاّتجَاهات وَيَكون حجّة فِي إثبَاتِه، عَادَةً وَغَالبًا..} مِنّة المَنّان1/(18ـ20).
الصرخي الحسني
متابعة الصرخي الحسني في فيس بوك: Alsarkhyalhasny