وقال السيد الصرخي في الرواية التي رواها يونس عن الامام الرضا عليه السلام [ قال الامام الرضا قد فعل الله ذلك به اذاقه الله حر الحديد كما اذاق الله من قبله ممكن كذب علينا، يا يونس انما قلت ذلك لتحذر عنه اصحابي وتأمرهم بلعنه والبراءة منه فأن الله بريء منه ] مشيرا الى ان هذا التحذير من قبل الامام قضية رسالة وسلوك واسلام ومذهب حق.
ولفت سماحته الى الالم الذي كان يمر به الامام جراء افعال ابن الفرات بقوله ” هذا الالم والاسى والضيم الذي مر على الامام والذي يصرح به والذي يشكوه الى الاخرين لكي يحذر الاخرين ويأمر الاخرين باللعن والبراءة من هؤلاء ” واضاف منتقدا السفلة والمرتزقين ” يأتي مثل اولئك اجلكم الله من السفلة – كما وصفتهم الروايات – والمرتزقة كما هو واضح الحال الذين يبحثون عن الفتات وعن الدينار وعن الدرهم وعن الواجهة ويختلقون روايات كي يشقوا صف المسلمين وصفو المسلمين ويزرعوا ويبذروا الطائفية والتكفير وكلها روايات موضوعة يلتجأون الى السب الفاحش والكلام الفاحش يعتبرونه مستحبا وفيه قربة الى الله سبحانه وتعالى ”
واضاف سماحته ان هؤلاء يعتبرون المغالين الكفرة من الشيعة والموالين بقوله ” نفس هؤلاء المرتزقة والمنتفعين هم من امضى ويمضي عمل المغالين، المغالون في تركيا، المغالون في شمال العراق المغالون في سوريا والشام، هذا الشخص يتبجح لا نعرف كم دفعوا له فيعتبرهم من الشيعة من اصول الشيعة ومن اعمدة الشيعة ومن الموالين ومن اتباع اهل البيت ومن الائمة الاثني عشرية ”
النهج الرسالي للتصدي للفتن والضلالات
ولفت سماحة المرجع الى ان الامام الرضا اثار قضية ابن الفرات حتى بعد مماته بقوله: “ولخطورة الموقف وهول الفتنة ولأن النهج المتبع من قبل المعصومين هو منهج رسالي الهي وليس نهجا دنيويا شخصيا نفعيا انتهازيا” مضيفا “هذا النهج الانتهازي يحمل الفتن ويطمطم الامور ويهرب من المواجهة لأنه جاهل لا يمتلك العلم ولا القدرة ولا الجرأة للرد على الشبهات واطفاء الفتن فتبقى الناس في حيرة وشك وريبة وغياب فكري عقائدي وتبقى الناس في بعد عن العطف والفضل والنعم والتسديد الالهي ما دامت الامة على ما هي عليه ولم ترجع الى ما تركت فيبقى امرها الى سفال حتى يرجعوا الى ما تركوا”
وبين موقفه الشرعي والاخلاقي بقوله ” ونحن علينا ان نسير على نهج المعصومين عليهم الصلاة والسلام للتصدي للفتن والشبهات والضلالات وزعمائها الضالين الفسقة المنحرفين فنبرئ ذمتنا امام الله تعالى ونسأله القبول”
وياتي هذا الكلام في وقت الفتن التي تعصف بالفكر الاسلامي والذي حصل اشتباه بين المغالين كالعلويين والشيعة وبين التكفيريين والسنة المعتدلين وغيرهم ويعد خطاب المرجع السيد الصرخي من ابرز الخطابات المعتدلة التي تمثل النهج الرسالي الاسلامي الاثني عشري.