القى المرجع الديني العراقي السيد الصرخي الحسني محاضرته السابعة مساء يوم الجمعة الموافق 1ذو القعدة 1437 هـ / 5 / 8 / 2016 من بحث( السيستاني ما قبل المهد الى مابعد اللحد) ضمن سلسلة تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الاسلامي تناول خلالها عدة محاور تاريخية مهمة ومدى علاقتها الواقع المعاصر خصوصا فيما يتعلق بسياسة الحكومات والسلطات الاموية ومدى ارتباطها بالحركات التكفيرية المتمثلة انذاك بالخوارج حيث كانت الدولة الاموية تدعم تلك الحركات لما تشترك معها بالمصالح في اثارة الفتن والفوضى والهرج والمرج وهو ذات الحال ينطبق تماما على ما تقوم به الحكومات والدول العالمية والخليجية والاقليمية في دعم خوارج هذا الزمان المتمثلة بفكر وعقائد تنظيم ما يسمى بداعش وبين المرجع الصرخي على ان الاصل والاساس في ان تأخذ تلك الحركات اثرها ووجودها وطبيعة تأثيرها خصوصا في العراق هو السيستاني وما تسبب به من فساد وانحراف وضياع للعراق وثرواته نتيجة لدعمه الفاسدين وحكوماتهم المتعاقبة ودستورهم الفاشل والاحتلال وما صدر عنه من قبح وجرائم ..
كما وصف المرجع الصرخي علاقة السيستاني بالدواعش خوارج هذا العصر بعلاقة الحاضن لهم والمتسبب الرئيسي في تواجدهم من جهة اخرى كشف المرجع عن علاقة مصالح القوى العالمية وعلى رأسها امريكا والدول الخليجية متمثلة بالسعودية والاقليمية كأيران وتركيا والتي ترتبط وتشترك بتحقيق مصالح ومنافع من وجود هكذا حركات تكفيرية تسعى لأثارة الهرج والمرج والفتن على حد وصف المرجع كذلك الامر ينعكس على تنظيم مايسمى بداعش فهو الأهم لديه تحقيق فكرته ومعتقده الفاسد وليس المهم من تكون الدولة والجهة الداعمة كما أشير اعلاه ؟!
وحول الحقبة التاريخية للعصر الاموي والسياسة الاموية في ترسيخ وتأسيس منهج التكفير والتحريف والبغضاء بحق خليفة المسلمين علي ابن ابي طالب عليه السلام أستعرض المرجع الصرخي ما يناسب مقام البحث والمحاضرة قائلا : بعد خروج معاوية (40هـ) على خليفة المسلمين علي (عليه السلام)، وبعد قتاله لعلي وقتله وتسبّبه في قتل وازهاق أرواح آلاف المسلمين بينهم صحابة رسول الله (عليه وعلى آله الصلاة والسلام)، وبعد جريمة يزيد النكراء (61هـ) في ذبح الحسين بن الزهراء وسبط الرسول الكريم (عليه وعلى آله الصلاة والسلام) وذبح آل بيته وأصحابه كما يفعل النواصب ومليشيات القتل والتكفير خوارج العصر في هذا الزمان، يأتي دور باقي حكام السلطة الأموية فإلى ما بعد خمسةٍ وعشرين عامًا (86هـ) يتجسّد العداء في مواقف الوليد بن عبد الملك بن مروان!!! {{حتى بلغ {وَالذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} جلس (الوليد) ثم قال: يا أبا بكر مَنْ تَوَلّى كِبْرَه مِنْهم؟ أليس عليَّ بن أبي طالب؟ قال (الزُهري): فقلت في نفسي: ماذا أقول؟ لئن قلت: لا؛ لقد خشيت أن ألقى منه شرًا، ولئن قلت: نعم؛ لقد جئتُ بأمر عظيم… قلت: لا، قال (الزُّهري): فضرب (الوليد) بقضيبِه على السرير، ثم قال: فَمَنْ فمَنْ؟ حتى ردَّدَ ذلك مِرارًا)
وواصل المرجع الصرخي استدلاله برواية الزهري قائلا : عن الزهري: ((كنت عند الوليد بن عبد الملك ليلة من الليالي وهو يقرأ سورة النور مستلقيًا، فلما بلغ هذه الآية {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ}، حتى بلغ {وَالَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ}، جلس (الوليد)، ثم قال: يا أبا بكر مَنْ تَوَلّى كِبْرَه مِنْهم؟ أليس عليَّ بن أبي طالب؟ قال (الزُهري): فقلت في نفسي: ماذا أقول؟ لئن قلت: لا؛ لقد خشيت أن ألقى منه شرًا، ولئن قلت: نعم؛ لقد جئتُ بأمر عظيم، قلت في نفسي: لقد عودني اللهُ على الصدق خيرًا، قلت: لا، قال (الزُّهري): فضرب بقضيبِه على السرير، ثم قال: فَمَنْ فمَنْ؟ حتى ردَّدَ ذلك مِرارًا، قلت: لكن عبد الله بن أُبَيّ)) وعلق المرجع بقوله : الوليد… حاول استخدام أسلوب التخويف والتهديد… مع علم الزهري المسبق وخوفه من أن يقع عليه الشر فيما لو لم يوافق رأي الوليد، فالرعب والتهديد والوعيد والتنكيل والتقتيل موجود وشاخص وثابت مسبقـًا وحاضرًا، ومع هذا أتى الوليد بأسلوب الرعب والإرهاب، ولم يكتفِ بما موجود فعلاً، ولم يكتفِ بعلم الزهري ويقينه دكتاتورية وظلم ورعب وإرهاب الوليد والسلطة الأموية بكل مفاصلها!!!
فيما أشار سماحة المرجع الصرخي الى اهمية دور الخليفة عمر بن عبد العزيز رضوان الله عليه في تصحيح مسار العدالة الا ان ذلك لم يغير من المنهج الاموي السائد انذاك في البغضاء لعلي عليه السلام حيث قال المرجع بما نصه ” بالرغم من حركة التصحيح والعدالة والإيمان التي قادَها الخليفة عمر بن عبد العزيز (رضوان الله تعالى عليه)، فإنه في عام (105هـ) يُثبِت هشام بن عبد الملك أنّ المنهجَ والسلوكَ والقانونَ ودستورَ الدولة الأموية ثابتٌ في البُغْضِ والعداء والكِذْبِ والافتراء {{قال(هشام): كَذَبْتَ هو عليّ… كَذَبْتَ هو عليّ (عليه السلام)}}، وانتهى حكم هشام عام (124هـ)، وانتهت بعده الدولة الأموية بست سنوات (131هـ)، لماذا هذا البغضُ والكرْهُ والمُناصَبةُ والعداءُ المقنّن الممنهجُ ضدّ خليفة المسلمين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)؟!! ”
السيد الصرخي: الدواعش يعملون مع أي داعم لهم سواء كان أميركي او إيراني أو تركي أو خليجي هذا ووقد فاجئ المرجع الصرخي الحسني الجميع وكعادته جميع المتابعين في تحليل وتشخيص حقيقة ارتباط تنظيم داعش مع مصالح الدول العالمية والاقليمية فالمهم لدى مايسمى بتنظيم الدولة داعش هو تحقيق معتقده وفكرته التكفيرية والتي تعتمد على الهرج والمرج والفتن على حد وصف المرجع وهو ما يتناسب مع مصالح تلك الدول مذكرا بالمنهج الاموي للسلطة الحاكمة وكيفية استفادتها من خوارج ذلك الزمان وتوظيفهم لصالح السلطة الاموية وهو ذات الامر ينطبق تماما على الخوارج التكفيرين الدواعش مع مصالح الحكومات الحالية والسياسة الانتهازية السلطوية وهو ما وصفه المرجع الصرخي بعملية التزواج بين الفكرة التكفيرية والسلطة السياسية بحسب مصالح كل طرف حيث قال سماحة المرجع “دام ظله المبارك” ما نصه ” المنهج الأموي الحكام والسلطة الأموية استغلت الخوارج وظفت الخوارج لصالحهم كما الآن يوظف الخوارج يوظف الدواعش من هذه الدولة ومن تلك الدولة لا تستغرب، هو عنده فكرة عنده معتقد ، عنده قضية يعتقد بها، غرر به، الآن من أين يأتيه الدعم ينفذ، من الأميركان من الروس من إيران من الخليج من السعودية من تركيا من سوريا من هذا الحاكم من ذاك الحاكم من الصين من اليابان من الهندوس من السيخ من أي جهة تأتي .
وواصل المرجع الصرخي قوله عن الاساس لدى كل جهة وطرف في فكره وعمله قائلا ” هو عنده فكرة فينفذ هذه الفكرة فاستغل الأمويون استغل حكام بني أمية هؤلاء ووظفوهم لصالحهم ولتحقيق مآربهم وتنفيذ مكائدهم فحصل التزاوج بين التكفير الأموي التكفير السلطوي الأموي وتكفير الخوارج البربري الهمجي وهذا التزاوج تجسد الآن في منظومة وتنظيم ما يسمى بالدولة أو داعش هذا تزاوج بين التكفير الأموي السلطوي الحاكم الماكر السياسي الممنهج تزاوج مع التكفير الهمجي البربري عند الخوارج ” وأوضح المرجع الغرض والغاية الاساسية للتكفيرين الخوارج الدواعش بقوله ” الآن لما نقرأ ما هي وسيلة وغاية وهدف الخوارج؟ هي العشوائية الهرج والمرج الحيص البيص الفتن هذا هو، لا يعيشون إلا ضمن هذه الخصوصية، ضمن هذه الأجواء.
كما أكد المرجع على اعتبار السيستاني هو الحاضنه للدواعش التكفيريين الخوارج هو كونه المتسبب المباشر في تسلط الفاسدين ودعم قوى الاحتلال مما تسبب ايضا بتعميق وتجذير الطائفية والتي على اثرها خلقت وأوجدت مناصرين لتكفير داعش وهذا بحد ذاته يعتبر ملزما لمن يعتبر الاهل والابناء من السنة في المناطق الغربية على انهم حاضنة لداعش فهو يرجع بالنتيجة على ان السيستاني هو الحاضن لداعش على حد تعبير ووصف المرجع الصرخي حيث عبر عن ذلك بقوله ” لو بحثنا عن السبب وعن الحاضنة لوجود ما يسمى بالدولة أو داعش فنجد بأن الحاضنة والسبب هو السيستاني، فإذا كان محاربة أهلنا وأعزائنا وأبنائنا وعوائلنا من السنة في المناطق الغربية والشمالية؛ لأنّه حاضنة لداعش فالأولى السيستاني يحارب لأنّه هو الأساس في وجود داعش …
وواصل المرجع الصرخي حديثه في هذا الشأن قائلا ” لم يكن عندنا داعش وإذا وجد داعش في مكان ما في زمن ما فلا يجد له الأتباع والمناصرين والمؤيدين لكنّه متى يكسب؟ يكسب عندما يوجد السيستاني، وفتاوى السيستاني، وطائفية السيستاني، وفساد السيستاني، وتسليط الفاسدين من قبل السيستاني وتأييد السيستاني للمحتلين، وسلب كرامات الناس وحقوقهم وأمانهم وشرفهم وأعراضهم وكراماتهم ومقدساتهم ورموزهم. “