أكد السيد قاسم الطيار (أعزه الله) خطيب جمعة الحلة أن حياة الإمام الرضا (عليه السلام) تمثل إنعطافة تاريخية كبيرة في تاريخ الإسلام بشكل عام والشيعة لاسيما الإمامية هذا ماجاء خلال خطبته في مسجد وحسينية شهداء المبدأ والعقيدة اليوم 13 ذي القعدة 1439هـ الموافق 27 تموز 2018م
وقال” بعد الظلم والسجن الذي عاشه الإمام السابع موسى الكاظم (عليه السلام) من قبل طغاة بني العباس على الأخص هارون العباسي، بدأ الأمر في عهد الإمام أبي الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) بشكل أكثر حذراً الذي كان عليه سابقاً، أي كان تغيّر اسلوب المعالجة والحد من شعبية الإمام والوقوف أمام مشاريعه وتنظيم أمور الناس فمن السجن والإبعاد للإمام الكاظم (عليه السلام) الى محاولة التقرب من الإمام الرضا (عليه السلام) الأمر الذي يكشف مدى التأثير الذي وصل اليه الامام (عليه السلام) ودوره البارز في الحياة السياسية والعلمية والاجتماعية وفي كل المجالات.
وأضاف ” إن الإمام الرضا (عليه السلام) قَد وضّحَ حقيقة التآمر الفکري في بلبلة عقول المسلمين، وأعطى قاعدة کلية في الأساليب والممارسات التي يستخدمها أعداء الاسلام لتشويه الافکار والمفاهيم الاسلامية فقال (عليه السلام) : «انّ مخالفينا وضعوا أخباراً في فضائلنا وجعلوها على ثلاثة أقسام أحدها : الغلو، وثانيها : التقصير في أمرنا، وثالثها : التصريح بمثالب أعدائنا.كما كان (عليه السلام) كما کان الإمام الرضا (عليه السلام) محطّ أنظار الفقهاء ومهوى أفئدة طلاّب العلم، ويشهد لذلک قوله (عليه السلام) : «کنت أجلس في الروضة، والعلماء بالمدينة متوافرون فإذا أعيى الواحد منهم عن مسألة أشاروا عليّ بأجمعهم وبعثوا اليّ بالمسائل فأجبت عنها.
موضحا” واتخذ (عليه السلام) عدّة أساليب في مجال الاصلاح الفکري منها أوّلاً بالرد على جميع ألوان الانحراف الفکري من أجل کسر الالفة بين المنحرفين وبينها، وکان يستهدف الافکار والاقوال تارة، کما يستهدف الواضعين لها والمتأثرين بها تارة اُخرى .ففي رده على المشبهة قال(عليه السلام) : «الهي بدت قدرتک ولم تبد واهية فجهلوک، وقدروک والتقدير على غير ما به وصفوک وإنّي بريء يا الهي من الذين بالتشبيه طلبوک ليس کمثلک شيء .
وعرج إلى الأخلاق قائلا: ان الأخلاق أهم عنصر في تكوين الفرد المثالي والأسرة السليمة والمجتمع الراقي والدولة المتقدمة ومن اجل ذلك حرص الإسلام اشد الحرص على أعداد المجتمع وتهذيبه فالأخلاق الفاضلة هي التي تعصم هذه
المجتمعات من الانحلال وتصون الحضارة والمدنية من الضياع ومن دونها لا تنهض الأمم ولا تقوى ألا بها.