{مَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ}[الكهف٢٩]
مُوسَى…عِيسَى…مُحَمَّد(عَلَيهِم السَّلام) عِلْـم…تَوْحِيـد…أخْلَاق || نُصْـح…اعْتِـدَال…سَــلَام
{{ لِـمَ تَعِـظُـونَ قَوْمًا….. قَالُوا مَعْـذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَـلَّـهُمْ يَـتَّـقُـونَ}}
{٥} [ الـقَـبْـر…وَصِـيَّـةُ إخْفَـاءٍ وَإعْفَـاء…هَـارُونُ وَالظِّـبَـاء ]
[ أيْنَ الرّأس وَأيْنَ الجَسَد؟! فِي السَّماء وَلَيْسَ فِي الأرْض!! ]
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أمِيرَ المُؤمِنِينَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه
– كَانَ المُقَرَّرُ أنْ نَبْحَثَ بَعْضَ مَا يَتَعَلَّقُ بِقَبْرِ أمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيٍّ (عَلَیْهِ السَّلَام) فِي بَحْثِ [قَبْر زَيْنَب (عَلَيْها السّلام) فِي الشَّام… بَيْنَ الوَهْم وَالسِّيَاسَة] لَكْنْ شَاءَ اللهُ أن يَكُونَ مُسْتَقِلًّا وَفِي أَيَّامِ شَهَادَةِ الإمَامِ عَلِيٍّ (عَلَيْه السّلام)
– نَقْتَصِرُ عَلَى مَا جَاءَ فِي كِتَابِ الإرْشَادِ لِلمُفِيد (رض) فِي الفَصْلِ المُعَنْوَنِ بِــ :[مَوْضِع قَبْرِ أمِيرِ المُؤمِنِينَ (عَلَيْهِ السّلام) وَشَرْح الحَالِ فِي دِفْنِه]
– بِغَضَّ النَّظَرِ عَن ضَعْفِ وَإرْسَال الرِّوَايَات، فَإنَّهَا حُجَّةٌ تَامَةٌ دَامِغَةٌ عَلَى السَّبَئِيَّة الأخْبَارِيَّة وَفَضْلَتِهِم الشِّيرَازِيّة، ولَنَا كَلَامٌ نُسَجِّلُهُ خِلَالَ البَحْث، وَمِن الله التَّوفِيق:
مَحَاوِر البَحث: مِنْها:
الأوَّل: “الوَصِيّة”
١- وَصِيَّةُ أمِيرِ المُؤمنِينَ(عليه السلام) نَصَّتْ عَلى إخْفَاءِ القَبْرِ وإعْفَائِه
٢– الوَصِيّة يَقِينِيَّة يَثْبُتُ بِهَا أصْلٌ يَقِينِيٌّ فِي الإخْفَاء وَالإعْفَاء
٣- اليَقِينُ لَا يَنْتَفِي إلّا بِيَقِينٍ، وَخَرطُ القَتَادِ أقْرَبُ لَهُم مِن إثْبَاتِ الخِلَافِ وَلَوْ ظَنّا
٤- هل الإخفَاء تَأصِيل وَتَأكِيدٌ لِمَنْهَجٍ شَرْعِيٍّ مُتَّصِلٍ بِعَدَمِ إظْهَارِ قَبْرِ الزَّهْراء(عَلَيها السّلام) وَقَد اتَّصَلَ بِذَلِك إخْفَاءُ قَبْرِ زيْنَب الحَوْرَاء(عَلَيْها السَّلام)؟!
٥- الإخفَاء وَالإعْفَاء يَخْتَصّ بِمَن أوْصَى وَمنْ حَصَل عَلَيْه ذَلِكَ وَاقِعًا، فَالقَدَرُ المُتَيَقّن عَلِيٌّ وَفَاطِمَةُ وَزَيْنَب(عَلَيهِم السَّلام)، وَهَذَا يَخْتَلِفُ عَن مَسْألةِ تَسْوِيَة القُبُورِ وَعَدَمِ البِنَاء عَلَيها، وَهِي ثَابِتَةٌ، مَع مُلَاحَظَة أنَّ ذَلِك يَخْتَلِفُ عَن مسألة زِيَارَةِ القُبُورِ وَهِيَ ثَابِتَةٌ شَرْعًا وَبِلَا خِلَاف.
الثاني: “العِلّةُ وَالغَرَضُ مِنَ الإخْفَاء وَالإعْفَاء”
أ- هَل الإخْفَاء وَالإعْفَاء كَانَ خَوْفًا مِن نَبْشِ وَعَبَثِ الأمَوِيِّين وَالخَوَارِج؟! وَمَاذَا عَنْ تَاجِ رَأسِكُم هَارُون الرَّشِيد وَالمُتَوَكّل وَبَاقِي العَبّاسِيَّين؟!
بـ – أو كَانَت وَصِيَّتُه(عَلَيْه السَّلام) خَوْفًا مِنَ المُغَالِينَ السّبَئِية وَأشباهِهِم، كَي لَا يَتَّخَذوا عَلَيْهِ مَعْبَدًا للوَثَنِيَّة والشِرْك
جـ – أوْ كان الإخْفَاءُ وَالإعْفَاءُ خَوْفًا مِن سَفِلَة الشّيِعَة كَالقَصَّاصِينَ(الروْزَخَونِيَّة) الشِّيرَازِيّة وَمَن سَبَقَهُم، الّذِين شَوَّهُوا مَنْهَج النّبِيِّ وأهْل بيتِه(عَلَيْهم الصَّلاة والسَّلام) وَشَوَّهُوا المَذْهَبَ وَالإسْلَامَ بتأسيسِ وَإقَامَةِ طُقُوسِ الجَاهِلِيّة وَالشَّعْوَذَة وَسُوءِ الخُلُق؟!
المحور الثالث “القَبْر“:
١- بَعدَ مُخَالفَتِهِم الوَصِيّة، يَأتِي الاسْتِفْهامُ، أينَ دُفِنَ الجَسَدُ الشّرِيف؟
۲- الرِّوايات تُشِير لِمَوَاضِعِ دَفْنٍ كَثيرة، فِي بَعضِها إشارَاتٌ لِجهاتٍ عَامَّةٍ كَالشَّرْقِ وَالغَربِ والصَّحَاري والمُدُن وَغَيرِها، بِحَيْث تَستَوعِبُ كُلَّ بِقَاعِ الأرْض
۳- الغَريّ أحدُ مُحتَمَلاتِ الدَّفْن، وَيُعارِضُه عَشَراتُ الاحتِمَالات بَل أكثَر وَلَا يُمْكِنُ حَصْرُها
٤- عَلَى فَرْضِ كَوْنِ الدَّفْنِ فِي الغَريّ:
أ- هَل دُفِنَ الجُثمانُ الطّاهِرُ قُرْبَ الغَرِيَّيْنِ(الطِّرْبَالَيْن الصَّوْمَعَتَينِ الشَّاخِصَينِ الوَثَنِيَّين) كَمَا يَقُولُون؟! وقَد أثبَتْنا اسْتِحَالَتَه
بـ – هَل المَقصُودُ بالغَريِّ مَنطَقَةُ(نَاحِيَةُ) الغَرِيّ الوَاسِعَة الّتِي يُمْكِنُ أنْ تَسْتَوْعِبَ عَشَرَات المَلايِين مِن القُبُورِ، بِحَيث يَبْقَى القَبْرُ مَجْهُولًا مَا لَم يَثْبُتْ بِدَلِيلٍ قَطْعِيّ؟!
٥- بَعْدَ اسْتِثْنَاءِ مَنْطَقَةِ الصَّوْمَعَتَيْنِ (طِرْبَالَي السّحْرِ وَالشّعوَذَة وَالجَاهِلِيَّة)، فَإنّ أرْضَ الغَرِيّ كَبَاقِي الأرَاضِي مِن حيثُ الدّفْن، وَ عَلَى كُلِّ حَالٍ يَجِبُ أن يَكُونَ الدّفْنُ بَعِيدًا عَن غَرِيّي (طِرْبَالَي) الوَثَنِيَّة
٦- نَسْتَدِلُّ بِمَا وَرَدَ عَن الأئمّة(عَلَيهم السَّلام) وَبِما يَكْشِفُ عَن المُرَادِ وَالتَّشْريع، كَمَا أنَّ للعَقْلِ وَمُدْرَكَاتِه القَوْلَ الفَصْلَ فِي التَّمْيِيزِ والتَّشْخِيص وَالحُكْمِ، وَمِنَ اللهِ التَّسْدِيد وَالتَّوْفيق
الرِّوَايَة٣: قِيلَ لِلْحُسَيْن(عَلَيْه السَّلام): أيْنَ دَفَنتم أمِيرَ المُؤمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلام)؟ فَقَالَ(عَلَيْهِ السَّلام): {خَرَجْنَا بِهِ لَيْلًا عَلَى مَسْجِدِ الأشْعَث، حَتّى خَرَجْنَا بِه إلَى الظَّهْر(الظُّهْر) بِجَنْبِ الغَرِيّ، فَدَفَنّاهُ هُنَاك}[الإرشَاد]
۱- بَعْدَ اسْتِبْعَاد وُجُودِ الغَرِيَّيْنِ(الصَّوْمَعَتَيْنِ) مِن الأصْل أوْ اسْتِحَالَة دَفْنِ أمِيرِ المُؤمِنِينَ قُرْبَ شَاخِصَيْنِ(غَرِيَّيْنِ، صَوْمَعَتَيْن) مِنْ أوْثَانِ الجَاهِلِيَّة وَطُقُوسِهَا، فَيَتَعَيَّن كَوْنُ المُرُادِ مِن[الغَرِيّ] هُوَ ظَهْر الكُوفَة فِي المَنْطَقَةِ الشّاسِعَةِ الغَامِرَةِ، مَا بَيْنَ الكُوفَةِ وَالحِيرَة وَإلَى الغَرْبِ مِنْهُمَا، أوْ يَشْمِلُ أيْضًا أظْهُرَ الكُوفَة مِن جِهَاتِها الأخْرَى كالشِّمَال أوِ الشَّرْق، خَاصَّةً أنّهُ لَمْ يَذْكُرِ [الغَرِيَّيْنِ] بَل [الغَرِيّ] وَهِي أبْعَد مِنْ أنْ تَكُونَ دَالّةً عَلَى الصَوْمَعَتَيْنِ(الشّاخِصَيْنِ، الطِّرْبَالَيْنِ، الغَرِيَّيْن).
٢- لَمْ يَقُل {فِي الغَرِيّ} أوْ {عِنْدَ الغَرِيّ} وَنَحْوَها، بَلْ قَالَ(عَلَيْه السَّلام): {بِجَنْبِ الغَرِيّ} وَفِيهِ إشَارَةٌ وَاضِحَةٌ إلَى مَوْضِعٍ خَارِج الغَرِيّ وَلَيْسَ فِي الغَرِيّ نَفْسِهَا، وَهُنَا يَكُونُ التَّمْوِيهُ وَالتَّضْيِيعُ أكْبَرَ وَيَصُبُّ فِي تَحْقِيقِ الغَرَضِ مِن إضَاعَةِ وَإخْفَاءِ القَبْر، قَالَ أمِيرُ المُؤمِنِينَ لِلْحَسَنِ وَالحُسَيْنِ(عَلَيْهِم السَّلام): {أوصِيكُمَا وَصِيَّةً، فَلَا تُظْهِرَا عَلَى أمْرِي أحَدًا}[المناقب٢لابن شهرآشوب، البحار٤۲، مدينة المعاجز۸للبحراني، كلمات الإمَام الحسين للشريفي]
۳- يُؤَيّدُ ذَلِكَ وَيُؤَكّدُه قَوْلُ الإمَامِ الحُسَيْن(عَلَيْه السَّلام): {حَتَّى خَرَجْنَا بِهِ إلَى ظَهْرِ نَاحِيَة الغَرِيّ}[كَامِل الزّيَارَات للقُمِّي، مَوْسُوعَة العَتَبَات المُقَدّسة ٦لِلخَليلي، كَلِمَات الإمَام الحُسَين لِلشّرِيفي]
الْتَفِتْ جَيِّدًا: أ- قَالَ {ظَهْرِ نَاحِيَة الغَرِيّ} وَلَيْسَ ظَهْر الكُوفَة!!
بـ – صَارَتِ المُحْتَمَلَاتُ أكْثَرَ وَالمَنَاطِقُ أوْسَع وَأكْثَر؛ [الغَرِيّ] وَ[ظَهْر الغَرِيّ] وَ [الكُوفَة]، إضَافَةً لِـ [ظَهْرِ الكُوفَةِ] لِاحْتِمَالِ أنّهُ غَيْرُ الغَرِيّ أوْ أنّهُ يَشْمَلُ عِدَّةَ مَنَاطِقَ خَارِجَ الكُوفَة وَمِن عِدَّةِ اتِّجَاهَات، فَيَشْمِلُ الغَرِيَّ وَغَيْرَه!!
جـ – لَقَد دُفِنَ بـ {[جَنْب الغَرِيّ]..[ظَهْرِ نَاحِيَة الغَرِيّ]} هَذِه شَهَادَةٌ صَرِيحَةٌ وَاضِحَةٌ مِنَ الإمَامِ الحُسَيْن(عَلَيْهِ السَّلام)، عَلَى أنَّ جَسَدَ أمِيرِ المُؤمِنينَ(عَلَيْهِ السَّلام) قَد دُفِنَ فِي ظَهْرِ الغَرِيّ، أي: خَارِج الغّرِيّ، أي: لَيْسَ فِي الغَرِيّ!! فَهَل يُوجَدُ عَاقِلٌ يَتْرُك شَهَادَةَ الإمَامِ الحُسَين(عَلَيْهِ السَّلام) وَيَرْكُضُ وَيَلْهَثُ خَلْفَ مَزَاعِم هَارُون الرّشِيد وَلَهْوِهِ وَصقُورِهِ وَكِلَابِهِ وَقَرِينِهِم الشِّيرَازِيّ وَمَن عَلَى شَاكِلَتِهِ؟!!
٤- لَا يَخْفَى عَلَيْكُم أنّ الكُوفَة بِجَنْبِ الغَرِيّ، فَيَكُونُ دَفْنُهُ فِي الكُوفة أرْجَحَ مِن دَفْنِهِ فِي الغَرِيّ بِحَسَب هَذِهِ الرِّوَايَة وَغَيْرِها، وَفِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ تَصْرِيحٌ بِالكُوفَة، وَفِي بَعْضِهَا تَصْرِيحٌ بِبُلْدَانٍ أخْرَى غَيْرِ الكوفَة
٥- فِي الكُوفَة فِي مَسْجِدِهَا يُدفَنُ جُثْمَانُ أمِيرِ المُؤمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلام)، بِحَسَبِ مَا رَوَاهُ الإمَامُ الصّادِقُ عَن أبِيهِ البَاقِر(عَلَيْهِمَا السَّلام)، قَالَ: {قُتِلَ عَلِيٌّ(عَلَيْهِ السَّلام) وَصَلّى عَلَيْهِ ابْنُهُ الحَسَن(عَلَيْهِما السَّلام) وَدُفِنَ بِالكُوفَة عِنْدَ قَصْرِ الإمَارَة عِنْدَ مَسْجِدِ الجَامِعِ لَيْلًا، وَعُمِيَ مَوْضِعُ قَبْرِه}[كفَايَة الطّالب في مَناقِب عَلي بن أبي طالب للگنجي، تَذْكرة الخَواص لِسُبْط ابْن الجَوزِي]
أ- {[بِالكُوفَة عِنْدَ مَسْجِدِ الجَامِعِ]..[لَيْلًا]..[وَعُمِيَ مَوْضِعُ قَبْرِه]}
إنّ شهادة الصادق(عَلَيْهِ السَّلام) جَاءَتْ فِي عَصْرِ العَبّاسِيّينَ وَبَعْدَ مِئَة عَامٍ تَقْرِيبًا مِن وَفَاةِ أمِيرِ المُؤمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلام)، وَيَظْهَرُ مِنْها تَحْدِيدُ وَتَشْخِيصُ مَكَانِ وَمَوْضِع الدَّفْنِ وَهُوَ مَسْجِد الكُوفَة، وَمِنَ الواضِح جدًّا أنّ هَذا يُخَالفُ الوَصِيَّةَ بِالإخْفَاء وَالإعْفَاء!!
بـ – فَهَلِ انْتَهَى وَانْتَفَى خَطَرُ الخَوَارِج وَالأمَوِيّينَ؟!
– أوْ أنّ الخَطَرَ قَدِ ازْدَادَ بِانْضِمَامِ العَبَّاسِيِّينَ، والمَفْرُوض أنّ المَنْهَجَ وَالسّلُوكَ وَاحِدٌ، سَوَاء مِن السُّلُطَاتِ أوِ الأفْرَاد؟! وَهَذَا يَسْتَلْزِمُ مُضَاعَفَةَ الخَوْفِ وَالحَذَر، وَيَتَأكَّدُ فِيهِ الالْتِزَامُ بِوَصِيّة الإعْفَاء وَالإخْفَاء!!
– أوْ أنّ الخَوْفَ وَالخَطَرَ، مِن الأصْلِ، لَمْ يَكُنْ مِن هَؤلَاء بَلْ كَانَ وَمَا زَالَ مِن غُلَاةِ الشِّيعَة وَسَفِلَتِهِم وَاسْتِغْلَالِهِم القَبْرَ لِلتَّجْهِيلِ وَالشَّعْوَذَة وَالضَّلَالَة وَالاسْتِئْكَال؟!
جـ – {دُفِنَ بِالكُوفَة عِنْدَ قَصْرِ الإمَارَة عِنْدَ مَسْجِدِ الجَامِع} هَذِه شهادةٌ صريحةٌ جَلِيّةٌ مِن الإمَامَيْنِ الصّادِقَيْن(عَلَيْهِمَا السَّلام) عَلَى أنَّ الجُثْمَان الشَّرِيف قَد دُفِنَ في الكُوفَة فِي مَسْجِدِهَا، فَهَل يُوجَد عَاقِلٌ يَتْرُك شَهَادَةَ الإمَامَيْنِ(عَلَيْهِمَا السَّلام)، وَيَرْكُض وَيَلْهَث خَلْفَ مَزَاعِم هَارُون الرّشِيد وَلَهْوِهِ وَصقُورِهِ وَكِلَابِهِ وَقَرِينِهِم الشِّيرَازِي وَأسْيَادِه؟!!
٦- مَدْفِنُ الإمام(عَلَيْهِ السَّلام) فِي مَسْجِدِ الكُوفَةِ، يَسْتَلْزِمُ كِذْبَ الرِّوَايَاتِ المَنْسُوبَةِ لِلإِمَامَيْنِ الصَّادِقِ وَالبَاقِرِ(عَلَيْهِمَا السَّلام) المُتَضَمِّنَةِ لِوُجُودِ قَبْرٍ فِي النّجِف(الغَرِيّ، الغَرِيَّيْن، ظَهْر الكُوفَة) وَكِذْبَ الزِّيَارَاتِ وَمَرَاسِيمِها المُرْتَبِطَة بِقَبْرِ النّجَف!!
۷- فِي رَحْبَةِ الكُوفَةِ أوْ رَحْبَةِ مَسْجِدِهَا، قَدْ دُفِنَ أمِيرُ المُؤمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلام)، وَكَمَا قَالَ فِي “مَقَاتِل الطّالِبِيِّين”: {لَمَّا مَاتَ عَلِيٌّ(عَلَيْهِ السَّلام)، تَوَلّى غَسْلَهُ ابْنُه الحَسَن(عَلَيْهِمَا السَّلام)، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَر…وَصَلّى عَلَيْه ابْنُهُ الحَسَن(عَلَيْهِمَا السَّلام)…وَدُفِنَ فِي الرَّحْبَة، مِمَّا يَلِي أبْوَابَ كِنْدَة عِنْدَ صَلَاةِ الصُّبْح}[مَقَاتِل الطّالِبِيّين، البحار٤۲، مَقتل الإمام أمِير المؤمنين(ع)لابْنِ أبِي الدُّنيا، كِفَاية الطّالب فِي مَناقِب علي(ع)للگنجي، مروج الذهب۲]
۸- لَمْ يَتَوَقّفِ التّدْلِيسُ وَالكَذِبُ عَلَى اللهِ وَرَسولِهِ وَأهْلِ بَيْتِه الأطْهَار(صَلّی اللهُ عَلى الرسول الأمين وَآلِه وَسَلَّم)، حَيْث أتَى المُدَلِّسة بِمَوْضِعٍ جَدِيدٍ لِلقَبْرِ يَقَع خَارِجَ النَّجَف!! فَقَالُوا إنَّ الإمَامَ الصَّادِقَ(عَلَیْهِ السَّلام) قَدْ زَارَ القَبْرَ فِي مَوضِعٍ بَيْنَ الحِيرَة وَالنَجَف، أي لَيْسَ فِي النَّجَفِ أصْلًا!! وَلَم تَتَوَقَّفِ الخُرَافَة عِنْدَ هَذَا الحَدّ، بَلْ قَدْ نَسَبُوا لِلصَّادِقِ(عَلَيْهِ السَّلام) القَوْلَ أَنَّ رَأسَ الحُسَيْن(عَلَيْهِ السَّلام) تَمّتْ سَرِقَتُه وَدَفْنُه مَعَ أمِيرِ المُؤمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلام)، فِي ذَلِكَ المَوْضِعِ المُخْتَرَع، خَارِج النَّجَف!!
۹- عَن يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ طلْحَة، قال: رَكِبَ أبُو عَبْدِ الله الصَّادِقُ(عَلَيْهِ السَّلام)، وَرَكِبَ إسْمَاعِيلُ ابْنُه مَعَهُ وَرَكِبْتُ مَعَهُمَا، حَتّى إذَا جَازَ الثّوِيَّة وَكَانَ بَيْنَ الحِيرَةِ وَالنّجَف…..فَقَالَ(عَلَيْهِ السَّلام) لِإسْمَاعِيل: {قُمْ فَسَلِّم عَلَى جَدِّكَ الحُسَين بْنِ عَلِيٍّ(عَلَيْهِمَا السَّلام)، فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاك، ألَيْسَ الحُسَيْنُ(عَلَيْهِ السَّلام) بكربلاء، فقال(عَلَيْهِ السّلام): نَعَم، وَلَكِنْ لَمَّا حُمِلَ رَأسُهُ إلَى الشّام، سَرَقَهُ مَوْلًى لَنَا، فَدَفَنَهُ بِجَنْبِ أمِيرِ المُؤمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلام)}[کَامِل الزّيارات للقمي، تهذيب الأحكام٦للطوسي، فرحة الغري لابن طاووس]
أ – هَلْ يُعْقَلُ أنَّ الإمَامَ الصَّادِقَ(عَلَيْهِ السَّلام) قَدْ قَالَ{سَرَقَهُ} وَلَمْ يَسْتَخْدِمْ كَلِمَةً مُنَاسِبَةً، مِثْل[اسْتَنْقَذَهُ] وَ [حَرَّرَهُ] وَ [أطْلَقَهُ] وَ[خَلّصَهُ] وَنَحْوها؟!
بـ – الإمامُ الصّادِقُ(عَلَيْهِ السَّلام) يَشْهَدُ بِأنَّ القَبْرَ {بَيْنَ الحِيرَةِ وَالنَّجَف} أي: خَارِج النّجَف، أي: ليس في النجف!! فَهَل يُوجَد مُؤمِنٌ يَتْرُكُ شَهَادَةَ الإمَامِ الصّادِق(عَلَيْهِ السَّلام)، وَيَرْكُضُ وَيَلْهَثُ خَلْفَ مَزَاعِم هَارُون الرّشِيد وَلَهْوِهِ وَصقُورِهِ وَكِلَابِهِ وَقَرِينِهِم الأخْبَارِيّ وَفَضْلَتِهِ الشِّيرَازِيّ وَأزْلَامِه؟!!
۱۰- لِلْتَأكِيدِ عَلَى رَأسِ الحُسَيْن فَقَدِ اسْتَحْدَثُوا لَهُ قَبْرًا مُسْتَقلًّا بِجَنْبِ قَبْرِ أمِيرِ المُؤمِنِينَ، فَقَدْ نَسَبُوا لِلإمَامِ الصَّادِقِ(عَلَيْهِ السَّلام) أنّهُ قَالَ: {إِنّكَ إِذَا أَتَيْتَ الْغَرِيَّ رَأَيْتَ قَبْرَيْنِ قَبْرًا كَبِيرًا وَقَبْرًا صَغِيرًا فَأَمَّا الْكَبِيرُ فَقَبْرُ أمِيرِ المُؤمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلام) وَأَمَّا الصَّغِيرُ فَرَأْسُ الْحُسَيْنِ(عَلَيْهِ السَّلام)}[كَامِل الزّيارات للقُمّي، فَضَائل أمِير المُؤمنين(ع) لابْنِ عُقْدَة الكوفي، فَرْحَة الغَرِيّ لابْنِ طَاوُوس، البِحَار۱۰۰، وَسَائِل الشِّيعَة ۱۰لِلعَامِلِي، جَوَاهِر الكَلَام ۲۰ للجَواهري، تاريخ النّجف۱لحِرْز الدّين، الصّحيح من مَقتَل سيّد الشّهداء لِرَيشَهري، مَوسُوعَة العَتَبات٦للخليلي]
أ- كَمِ اسْتَخَفّوا بِعُقُولِكم وَسَيَّروكُم كَالبَهَائِم!! تَحَرَّرُوا وَاسْألُوا أنْفُسَكُم، إذَا كَانَ رَأسُ الحُسَيْنِ(عَلَيْهِ السَّلام) فِي الغَرِيّ(أوْ بَيْنَ الحِيرَة وَالنّجَف) كَمَا تَزْعُمُ رِوَايَات المُدَلِّسَة، وَكَانَ القَبْرُ وَالزِّيَارَةُ مِنْ ضَرُورَاتِ الدِّينِ وَالمَذْهَب:
– فَلِمَاذا أخْفَوا عَنْكُم قَبْرَ رَأسِ الحُسَيْنِ(عَلَيْهِ السَّلام) المُوْجُود قُرْبَ قَبْرِ الإمَامِ عَلِيّ(عَلَيْهِ السَّلَام)؟!
– إذَا كَانَ رَأسُ الحُسَيْنِ(عَلَيْهِ السَّلَام) فِي الغَرِيّ أوْ بَيْنَ الحِيرَةِ وَالنَّجَف، فَأيُّ رَأسٍ فِي كَرْبَلَاء الّذِي تَتَزَاحَمُون وَتَتَدَافَعُون مِنْ أجْلِ الوُصُولِ إلَيْهِ لِقِرَاءَة الزِّيَارَة وَالدُّعَاء؟!!
بـ – التَّدْلِيسُ مَنْهَجٌ شَيْطَانِيّ وَسُلُوكٌ مُنْحَرِفٌ لَا يَتَوَقّفُ عِنْدَ حَدّ، فَكُلّمَا تَأتِي بِحُجَّةٍ تُبْطِلُ تَدْلِيسَهُم وَأكَاذِيبَهُم فَإنَّهُم يَأتُونَ بِتَدْلِيسٍ جَدِيدٍ مَا دَامَ الجَهْلُ يَسُودُ المُجْتَمَعَ وَالجُهَلَاءُ هُم الأكْثَرِيَّة عَلَى طُولِ الزَّمَان!!
۱۱- قُرْبَ الحِيرَةِ عِنْدَ الذَّكَوَاتِ الحُمْر [رَأسُ الحُسَيْن مَع الجَسَد فِي النّجَف]!!
التَّدْلِيسُ جُنُونٌ وَفُنُون ولَيْسَ هَذَا التَّدْلِيسَ الأخِير وَلَكِنْ؛ حَسَب الحَاجَة وَبِمَا تَشْتَهِي وَحِينَ الطَّلَب!! فَقَد أضَافُوا جَسَدَ الحُسَيْن(عَلَيْهِ السَّلام) إلَى رَأسِهِ وَاخْتَرَعُوا لَهُمَا قَبْرًا قُرْبَ قَبْرِ الإمَامِ عَلِيّ(عَلَيْهِ السَّلَام)!! فَقَد نَسَبُوا لِلإمَام الصَّادِقِ(عَلَيْهِ السَّلَام) القَوْلَ بِأَنَّ رَأسَ الحُسَيْن(عَلَيْهِ السَّلَام) وَمَعَهُ الجَسَد قَد دُفِنَ فِي قَبْرٍ قُرْبَ الحِيرَةِ عِنْدَ الذَّكَوَاتِ الحُمْر وَبِقُرْبِهِ قَبْرُ الإمَامِ عَلِيّ(عَلَيْهِ السَّلَام)!! فَمَتَى يَسْتَقرّ المُدَلِّسَة؟!! لَا اسْتِقْرَار، لِأنّهُ مَنْهَجٌ وَسُلُوك
أ- رَوَى القُمّي عَنْ رَجُلٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ ظَبْيَانَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أبِي عَبْدِ اللهِ(عَلَيْهِ السَّلَام) بِالْحِيرَةِ أيَّامَ مَقْدَمِهِ عَلَى أبِي جَعْفَرٍ(المَنْصُور العَبَّاسِيّ)…..وَلَمَّا خَرَجْنَا مِنَ الْحِيرَةِ…..فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إلَى الذَّكَوَاتِ الْحُمْرِ…..ثُمَّ دَنَا مِنْ أكَمَةٍ فَصَلَّى عِنْدَهَا ثُمَّ مَالَ عَلَيْهَا وَبَكَى ثُمَّ مَالَ إلَى أَكَمَةٍ دُونَهَا فَفَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ…..فَقَالَ: الْمَوْضِعُ الّذِي صَلَّيْتُ عِنْدَهُ أوَّلًا هُوَ قَبْرُ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلَام) وَالْأَكَمَةُ الْأُخْرَى رَأْسُ الْحُسَيْنِ(عَلَيْهِ السَّلَام)…إنَّ الْمَلْعُونَ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ زِيَادٍ لَعَنَهُ اللهُ لَمَّا بَعَثَ رَأسَ الْحُسَيْنِ(عَلَيْهِ السَّلَام) إِلَى الشَّامِ رُدَّ إِلَى الْكُوفَةِ فَقَالَ أَخْرِجُوهُ عَنْهَا لَا يُفْتَنْ بِهِ أَهْلُهَا فَصَيَّرَهُ اللهُ عِنْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِيِننَ(عَلَيْهِ السَّلَام) فَالرَّأْسُ مَعَ الْجَسَدِ وَالْجَسَدُ مَعَ الرَّأْسِ}[كَامل الزِّيَارَات لِابْنِ قَوْلَوَيْه القُمّي، بحار الأنوار۹٧]
بـ – {رَأْسَ الْحُسَيْنِ(عَلَيْهِ السَّلَام)…عِنْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلَام) فَالرَّأْسُ مَعَ الْجَسَدِ وَالْجَسَدُ مَعَ الرَّأْسِ}!! رَأسُ مَنْ وَجَسَدُ مَنْ؟! جَسَدُ مَنْ وَرَأسُ مَنْ؟! وَأيْنَ اسْتَقَرَّا فِي الحِيرَة أوْ كَرْبَلَاء؟ أوْ أنَّهُ قَدْ تَمّ الاسْتِنْسَاخ؟!
جـ – {خَرَجْنَا مِنَ الْحِيرَةِ…إِلَى الذَّكَوَاتِ الْحُمْرِ…مِنْ أَكَمَةٍ…إِلَى أَكَمَةٍ…هُوَ قَبْرُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلَام)…الْأُخْرَى رَأْسُ الْحُسَيْنِ(عَلَيْهِ السَّلَام)} أيْنَ الغَرِيّ وَالغَرِيّان؟! أيْنَ النّجَف؟! أيْنَ ظَهْرُ الكُوفَة؟!
د – {الذّكَوَات الْحُمْر} أو {الذّكَوَات الْبِيض}؟! مَا هِيَ حَقِيقَتُهَا؟ وَأيْنَ تَقَع وَمَا هُو مَصِيرُهَا؟! وَأيضًا نَسْأَلُ أيْنَ الصَّوْمَعَتَان وَالطّرْبَالَان؟! اسْتَقِرُّوا عَلَى رَأيٍ!!
هـ – الرَّأسُ بَقِيَ تَحْتَ سُلْطَةِ الأمَوِيِّينَ وَرَجَعُوا بِهِ مِنَ الشَّامِ إلَى الكُوفَةِ إلَى الوَالِي الأمَوِيّ ابْنِ زِيَاد، {لَمَّا بَعَثَ رَأْسَ الْحُسَيْنِ(عَلَيْهِ السَّلَام) إلَى الشَّامِ رُدَّ إلَى الْكُوفَةِ فَقَالَ(ابْنُ زِیَاد): أَخْرِجُوهُ عَنْهَا}!! بَيْنَمَا فِي رِوَايَةٍ سَابِقَةٍ كَانَ الحَدِيثُ عَن سَرِقَةِ الرَّأسِ مِن الشَّام، {لَمَّا حُمِلَ رَأسُهُ إلَى الشّام، سَرَقَهُ مَوْلًى لَنَا}!! وَالقَوْلَانِ مَنْسُوبَانِ لِلإمَامِ الصَّادِقِ(عَلَيْهِ السَّلَام) فَهَلْ يَتَنَاسَبُ هَذَا الاضْطِرَابُ مَعَ إنْسَانٍ مُؤمِنٍ مِن عَامَّةِ المُسْلِمِينَ فَضْلًا عَن أنْ يَكُونَ إمَامًا وَمَعْصُومًا؟!
و- يُحْتَمَلُ جِدًّا أنَّ إشْكَالَنَا السَّابِقَ عَلَى قَوْلِ{سَرَقَهُ} كَانَ قَدْ طُرِقَ بِهِ أسْمَاعُ المُدَلِّسَة السَّابِقِينَ فَدَلَّسُوا رِوَايَةً جَدِيدَةً بِعِبَارَةٍ جَدِيدَةٍ لِدَفْعِ الإشْكَال، فَوَضَعُوا{فَصَيَّرَهُ اللهُ عِنْدَ أمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ} بَدَلًا مِن {سَرَقَهُ مَوْلًى لَنَا، فَدَفَنَهُ بِجَنْبِ أمِيرِ المُؤمِنِينَ}!!
ز- يَبْقَى سُؤَالٌ مُهِمٌّ، كَيْفَ عَلِمَ سَارِقُ الرَّأسِ بِمَوْضِعِ قَبْرِ أمِيرِ المُؤمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلَام) فَدَفَنَهُ عِنْدَه؟! وَالمَفْرُوضُ أنَّ هَذَا قَدْ حَصَلَ سَنَة(٦۱ هـ) أيْ قَبْلَ عَشَرَاتِ السِّنِين مِن المَجِيءِ المَزْعُوم لِلإمَامِ الصَّادِقِ إلَى الحِيرَة وَالّذِي كَانَ بَعْدَ اسْتِلَامِ المَنْصُورِ العَبَّاسِيّ الخِلَافَة سَنَة(١٣٦ هـ )؟! نَنْتَظِر الفَاحِشَ الشِّيرَازِيّ وَزُمْرَتَه كَيْ يُدَلِّسُوا وَيَدُسُّوا رِوَايَاتٍ جَدِيدَةً لِدَفْع هَذِهِ الإشْكَالَات وَبَعْدَ سِنِينَ تُصْبِحُ تَدْلِيسَاتُهُم دِينًا وَعَقِيدَةً وَسُنَّةً وَاجِبَةً ضَرُورِيَّة.
الصَّرخيّ الحسنيّ
لمتابعة الحساب:
تويتر: twitter.com/AlsrkhyAlhasny
الفيس بوك: www.facebook.com/Alsarkhyalhasny/
اليوتيوب: youtube.com/c/alsarkhyalhasny
تويتر٢: twitter.com/ALsrkhyALhasny1
الإنستغرام: instagram.com/alsarkhyalhasany