لترسيخ الثورة الحسينية وأهدافها في أذهان الناس وقلوبهم ولشحذ المخلـصين وتأسـيس الاسـتعدادات الروحيـة والجسدية وتحقيق التكاملات الفكرية والعاطفية والسلوكية، ولتهيئة القواعد والشرائح الاجتماعية التي تحتضن أطروحة الأخذ بالثأر والمحقق للعدل – عليه السلام – والانتصار له – عليه الـسلام – والثبـات علـى ذلـك، تــصدّى الأئمـة المعصومون – عليهم السلام – لتربية الأجيال وتحقيق الأهداف، وقد جعلوا المنبر الحسيني الوسيلة الرئيسية في تلك التربيـة الرسالية الإلهية، فقد عقدوا المجالس وأرشدوا الناس إلى ما يترتب عليها من آثار في الدنيا والآخرة، وإليك بعض مـا يشير إلى سيرة المعصومين – عليهم السلام – في إحيـاء ثـورة الحسين -عليه السلام – وواقعة الطفّ:١-الإمام السجاد – عليه السلام – يأمر برثاء الحسين — عليـه السلام – ورد أنّ الإمام السجاد – عليه السلام – أمر بشرًا (بشر بـن حذام)
برثاء الحسين – عليه السلام – إذ قال – عليه الـسلام -: (يا بشر، رحم الله أباك لقد كان شاعرًا، فهل تقدر على شيء منه؟) قال بشر : نعم يا بن رسول الله قال – عليه السلام -: (ادخل المدينة، وانعَ أبا عبد الله) قال بشر : فركبت فرسي، وركضت حتى دخلت المدينـة فلما بلغت مسجد النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – رفعت
صوتي بالبكاء وأنشدت: يا أهل يثرب لا مقام لكم بها
قُتل الحسين فادمعي مدرارُ
الجسم منه بكربلاء مضرّج
والرأس منه على القناة يدارُ
مقتبس من بحث: ” الثورة الحسينية والدولة المهدوية ” للسيد الأستاذ المحقق مستدلًا خلاله على مشروعية الحزن والبكاء وعقد المجالس وبمصادر شيعية وسنّية