استفهم المرجع الديني الصرخي الحسني (دام ظله) عن السر وراء قيام أئمة الدواعش التيمية بتكريم العبد الهارب من مولاه الكافر !! ولماذا لا يفعلون ولو عُشْرَ ذلك مع الشرفاء العرب والمسلمين الأحرار غير المماليك ؟!! ولماذا لا يفعلون عُشْر ذلك مع العلماء والفقهاء والأئمة ؟!!
حيث قال المرجع الصرخي في المورد 21:
أوّلًا: الكامل10/( 251): ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ ثَلَاثٍ وَسِتِّمِائَةٍ (603هـ): [ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ]:
{{1ـ وَفِيهَا فَارِقَ أَمِيرُ الْحَاجِّ (مُظَفَّرُ الدِّينِ سُنْقُرُ مَمْلُوكُ الْخَلِيفَةِ الْمَعْرُوفُ بِوَجْهِ السَّبُعِ) الْحَاجَّ، وَمَضَى فِي طَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ إِلَى الشَّامِ،
2ـ وَسَارَ الْحَاجُّ وَمَعَهُمُ الْجُنْدُ، فَوَصَلُوا سَالِمِينَ، [[أي: هرب سُنْقُرُ وأصحابُهُ وتركوا الحاج مِن دون أمير!!!]].
3ـ وَوَصَلَ هُوَ (سُنْقُرُ وَجْهُ السَّبُعِ) إِلَى الْمَلِكِ الْعَادِلِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَيُّوبَ، فَأَقْطَعَهُ إِقْطَاعًا كَثِيرًا بِمِصْرَ، وَأَقَامَ عِنْدَهُ إِلَى أَنْ عَادَ إِلَى بَغْدَادَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّمِائَةٍ (608هـ) فِي جُمَادَى الْأُولَى، فَإِنَّهُ لَمَّا قُبِضَ الْوَزِيرُ أَمِنَ عَلَى نَفْسِهِ، وَأَرْسَلَ يَطْلُبُ الْعَوْدَ، فَأُجِيبَ إِلَيْهِ، فَلَمَّا وَصَلَ أَكْرَمَهُ الْخَلِيفَةُ وَأَقْطَعَهُ الْكُوفَةَ}}
وقد علق سماحة المرجع الصرخي بعدة نقاط موجها ً نقدا ً تاريخيا لمواقف سلاطين التيمية الطائفية من المسلمين:
[[ أـ مملوك عبد آبق هارب مِن مولاه، فهو كافر، فكيف يكرمه العادل ويقطعه إقطاعًا كثيرًا بمصر، والمفترض أنّ السلطان العادل يعمل تحت سلطان الخليفة العباسي، فكيف فعل ذلك؟!!
ب ـ لقد جاء في صحيح مسلم: الإيمان: .{ ..عَنِ الشَّعْبِىِّ عَنْ جَرِيرٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ(صلى الله عليه وآله وسلم): «أَيُّمَا عَبْدٍ أَبَقَ فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ»}، وكذلك في المصدر نفسه {..عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ الشَّعْبِىِّ عَنْ جَرِيرٍ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ:« أَيُّمَا عَبْدٍ أَبَقَ مِنْ مَوَالِيهِ فَقَدْ كَفَرَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْهِمْ»، قَالَ مَنْصُورٌ : قَدْ وَاللَّهِ رُوِىَ عَنِ النَّبِيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم)}
جـ ـ بعد الهروب والمعصية الكبيرة يرجِع فيكرمه الخليفة السلطان العباسي فيقطعه الكوفة !!!
د ـ فما هو السرّ في ذلك؟!! ولماذا لا يفعلون ولو عُشْرَ ذلك مع الشرفاء العرب والمسلمين الأحرار غير المماليك؟!! ولماذا لا يفعلون عُشْر ذلك مع العلماء والفقهاء والأئمة؟!!
هـ ـ ولماذا لم يحترموا إنسانيّة الإنسان ولم يحافظوا على أموال المسلمين وباقي الناس وأعراضهم ودمائهم بدل المتاجرة بها وإدخال المسلمين في قتال فيما بينهم بعد أن جعلوا البلاد إقطاعات وممالِك توزّع على أبنائهم ومماليكهم ومماليك مماليكهم؟!! ولا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم!!!]]..
وأكمل المحقق الصرخي الكلام في المورد 21 :
حيث قال : أوّلًا : الكامل10/( 251): ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ ثَلَاثٍ وَسِتِّمِائَةٍ (603هـ): [ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ]:
ثانيًا: الكامل10/(265): [ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ أَرْبَعٍ وَسِتِّمِائَة (604هـ)]:[ذِكْرُ عَزْلِ نَصِيرِ الدِّينِ وَزِيرِ الْخَلِيفَةِ]:
قال:
{{1ـ كَانَ نَصِيرُ الدِّينِ نَاصِرُ بْنُ مَهْدِيٍّ الْعَلَوِيُّ هَذَا مِنْ أَهْلِ الرَّيِّ مِنْ بَيْتٍ كَبِيرٍ، فَقَدِمَ بَغْدَادَ لَمَّا مَلَكَ مُؤَيَّدُ الدِّينِ بْنُ الْقَصَّابِ وَزِيرُ الْخَلِيفَةِ الرَّيَّ، وَلَقِيَ مِنَ الْخَلِيفَةِ قَبُولًا، فَجَعَلَهُ نَائِبَ الْوِزَارَةِ، ثُمَّ جَعَلَهُ وَزِيرًا وَحَكَّمَهُ وَجَعَلَ ابْنَهُ صَاحِبَ الْمَخْزَنِ. 2ـ فَلَمَّا كَانَ فِي الثَّانِي وَالْعِشْرِينَ مِنْ جُمَادَى الْآخِرَةِ مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ (604هـ)، عُزِلَ وَأُغْلِقَ بَابُهُ.
3ـ وَكَانَ سَبَبُ عَزْلِهِ أَنَّهُ أَسَاءَ السِّيرَةَ مَعَ أَكَابِرِ مَمَالِيكِ الْخَلِيفَةِ، فَمِنْهُمْ أَمِيرُ الْحَاجِّ مُظَفَّرُ الدِّينِ سُنْقُرُ الْمَعْرُوفُ بِوَجْهِ السَّبُعِ، فَإِنَّهُ هَرَبَ مِنْ يَدِهِ إِلَى الشَّامِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّمِائَةٍ، فَارَقَ الْحَاجَّ، وَأَرْسَلَ يَعْتَذِرُ مِنْ هَرَبِهِ وَيَقُولُ: إِنَّنِي هَرَبْتُ مِنْ يَدِ الْوَزِيرِ.
4ـ ثُمَّ أَتْبَعَهُ الْأَمِيرَ جَمَالَ الدِّينِ قُشْتُمُرَ وَهُوَ أَخَصُّ الْمَمَالِيكِ وَآثَرُهُمْ عِنْدَهُ، وَمَضَى إِلَى لُرِسْتَانَ وَأَرْسَلَ يَعْتَذِرُ وَيَقُولُ: إِنَّ الْوَزِيرَ يُرِيدُ أَنْ لَا يُبْقِيَ فِي خِدْمَةِ الْخَلِيفَةِ أَحَدًا مِنْ مَمَالِيكِهِ، وَلَا شَكَّ أَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَدَّعِيَ الْخِلَافَةَ، وَقَالَ النَّاسُ فِي ذَلِكَ فَأَكْثَرُوا وَقَالُوا الشِّعْرَ…
5ـ فَعَزَلَهُ (الخليفة العباسي).
6ـ وَلَمَّا عُزِلَ أَرْسَلَ إِلَى الْخَلِيفَةِ يَقُولُ: إِنَّنِي قَدِمْتُ إِلَى هَاهُنَا وَلَيْسَ لِي دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ، وَقَدْ حَصَلَ لِي مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَعْلَاقِ النَّفِيسَةِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مَا يَزِيدُ عَلَى خَمْسَةِ آلَافِ دِينَارٍ; وَيَسْأَلُ أَنْ يُؤْخَذَ مِنْهُ الْجَمِيعُ وَيُفْرَجُ عَنْهُ وَيُمَكَّنُ مِنَ الْمَقَامِ بِالْمَشْهَدِ أُسْوَةً بِبَعْضِ الْعَلَوِيِّينَ.
7ـ فَأَجَابَهُ (الخليفة): إِنَّنَا مَا أَنْعَمْنَا عَلَيْكَ بِشَيْءٍ فَنَوَيْنَا اسْتِعَادَتَهُ مِنْكَ، وَلَوْ كَانَ مِلْءَ الْأَرْضِ ذَهَبًا، وَنَفْسُكَ فِي أَمَانِ اللَّهِ وَأَمَانِنَا، وَلَمْ يَبْلُغْنَا عَنْكَ مَا تَسْتَوْجِبُ بِهِ ذَلِكَ، غَيْرَ أَنَّ الْأَعْدَاءَ قَدْ أَكْثَرُوا فِيكَ، فَاخْتَرْ لِنَفْسِكِ مَوْضِعًا تَنْتَقِلُ إِلَيْهِ مَوْفُورًا مُحْتَرَمًا.
وعلق سماحة المحقق الصرخي قائلا : [[ أقول: الخليفة العباسي يعزل الوزير لا لِعَيْبٍ فيه، بل لضغط أعداء الوزير على الخليفة مِن حيث تشنيعهم وافترائهم وإفكُهم وأكاذيبِهم على الوزير، وإشاعة ذلك بين الناس، فسبَّب ضغطًا على الخليفة، فاضطر لعزله!]] ..
جاء ذلك خلال المحاضرة الثلاثون من بحثه وقَفَات مع.. تَوْحيد التَيْمِيّة الجِسْمي الأسطُوري والتي القاها يوم الجمعة 2 رجب 1438 هــ الموافق 31 – 3- 2017 مــ
الإستماع الى المحاضرة و تحميلها:
استماع و تحميل:
تحميل.